المصالحة مع تركيا يجب أن تدفع إسرائيل إلى فتح صفحة جديدة مع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•اتفاق المصالحة الذي يجري وضعه بين تركيا وإسرائيل، كما نأمل، يقترب من التوقيع النهائي. ومن المنتظر يوم الأحد أن يراجع ممثلو الدولتين مسودة الاتفاق ويعلنوا الموافقة الشاملة على بنودها، وبعد بضعة أسابيع توقيع الاتفاق الرسمي. وبذلك تنتهي ستة أعوام من القطيعة السياسية والعسكرية بين الدولتين اللتين حتى سنة 2010 كانتا صديقتين مقربتين سواء على الصعيد الرسمي أو على المستوى المدني.

•لقد كانت هذه قطيعة لا لزوم لها، وقد تسببت بضرر كبير للدولتين. وبدايتها كانت مع قضية الأسطول إلى غزة الذي أوقفته إسرائيل بالقوة. وفي المواجهة مع المشاركين في الأسطول الذين كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة" قُتل تسعة مواطنين أتراك.

•لقد تمسكت إسرائيل بحقها في اعتبار الأسطول محاولة للمس بسيادتها، ولم تستطع تركيا التي دعمت الأسطول السكوت على مقتل تسعة من مواطنيها، وتمسك كل طرف بموقفه. وهكذا انفرط عقد العلاقات بين الدولتين الى حد أن كل واحدة منهما أصبحت تنظر إلى الأخرى بصفة أنها عدوة لها. هناك مثل مشهور يقول: الإهانة والإذلال والكرامة هي عوامل تعاني عدم تقدير أهميتها في العلاقات بين الدول. ويبدو أن أزمة الأسطول أثبتت صحة هذا القول.

•إن إحدى نقاط الخلاف البارزة في مفاوضات المصالحة بين الطرفين هي التي تناولت مصير قطاع غزة. إن هذه منطقة واقعة تحت حصار يجعلها بمثابة أحد أكبر السجون في العالم. والبند الأخير الذي جرى حله في النقاشات لا يرفع الحصار عن القطاع كما كان يطالب الأتراك، لا بحراً ولا براً، لكنه يسمح لتركيا بأن تنقل إلى غزة مساعدات من دون قيود من طريق مرفأ أشدود، وبناء محطة لتوليد الطاقة ومستشفى في غزة.

•وعلى الرغم من الإنجازات في هذه النقطة، فإن غزة لا يزال فيها تهديد كامن بانتظار الانفجار. إن تقرير الأمم المتحدة الذي نُشر قبل عام يحذر من أنه إذا استمر الوضع الاقتصادي الحالي فإن قطاع غزة يمكن أن يصل خلال مدة تقل عن خمس سنوات إلى وضع يصبح فيه منطقة "غير صالحة للسكن". وتطرقت لجنة التجارة والتنمية في الأمم المتحدة إلى النتائج المتعلقة بثماني سنوات كان خلالها القطاع محروماً من التطوير الاقتصادي، مشيرة إلى الانعكاسات المدمرة التي خلفتها ثلاث حروب مع إسرائيل في السنوات الست الأخيرة.

 

•إن الاتفاق بين إسرائيل وتركيا لا يزيل هذا الخطر ولا يعفي إسرائيل من مسؤوليتها عن الحرص على حياة 1.8 مليون إنسان محاصرين منذ عشر سنوات. وتحديداً على خلفية فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا، يتعين على إسرائيل فتح صفحة جديدة في العلاقة مع قطاع غزة، وبدلاً من جولة قتال مؤذية ولا لزوم لها، يجب على إسرائيل المبادرة إلى رفع الحصار عن غزة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2399