قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو تحادث هاتفياً الليلة الماضية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك غداة انتهاء مؤتمر لوزراء خارجية نحو 25 دولة عُقد في باريس أول من أمس (الجمعة) وخُصّص لبحث الجمود المسيطر على العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ومحاولة الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر دولي لتحريك عملية السلام حتى نهاية السنة الحالية.
وأضاف البيان أن نتنياهو أكد للوزير الفرنسي خلال المكالمة الهاتفية أنه كان من المستحسن قيام فرنسا وشركائها في مؤتمر باريس بتشجيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الاستجابة لدعوته إلى خوض مفاوضات مباشرة على الفور ومن دون شروط مسبقة. كما شدّد نتنياهو على أن أي بديل للمفاوضات المباشرة لن يؤدي سوى إلى إبعاد السلام.
كما تحدث وزير الخارجية الفرنسي الليلة الماضية هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية وقال إن مبعوث بلده لعملية السلام في الشرق الأوسط سيتوجه إلى المنطقة قريباً لمتابعة الجهود التي تبذلها باريس للوصول إلى السلام والاستقرار.
وأضاف أيرو أن فرنسا ستستمر في اتصالاتها مع شتى الأطراف الدولية حتى أيلول/ سبتمبر المقبل ليتم بعد ذلك تقييم ما تم التوصل إليه وما هو المطلوب للمرحلة المقبلة.
وجدّد عباس التزام القيادة الفلسطينية بالوصول إلى السلام القائم على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية ومرجعيات عملية السلام، وأشار إلى أهمية التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة.
وكانت مصادر سياسية رفيعة في القدس أكدت أول من أمس (الجمعة) أن صيغة البيان الختامي لمؤتمر باريس مخفّفة بالمقارنة مع المسودة الأصلية.
وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل عملت خلال الأسابيع الأخيرة على تخفيف صيغة البيان حيث أجرى رئيس الحكومة سلسلة مكالمات مع زعماء ووزراء خارجية في العالم بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها عصر أول من أمس إن مؤتمر باريس هو تفويت لفرصة السلام.
وأضاف البيان أنه بدلاً من الإلحاح على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للاستجابة للدعوات المتكررة من طرف رئيس الحكومة نتنياهو للدخول في عملية مفاوضات مباشرة على الفور ومن دون شروط مسبقة، فضلت الأسرة الدولية الاستجابة لمطلب عباس وأتاحت له المجال للتملص من تحاور مباشر وثنائي ومن دون شروط مسبقة.
وأشار البيان إلى أن التاريخ سيكتب أن مؤتمر باريس لم يجلب إلا تشديد المواقف الفلسطينية وإبعاد السلام.
في المقابل اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لاعبين كباراً بخفض مستوى التوقعات المنصوص عليها في البيان الختامي لمؤتمر باريس.
وقال المالكي في تصريحات أدلى بها إلى وكالة الأنباء الفرنسية أول من أمس، إن هذه الجهات التي لم يسمها، مسؤولة عن غياب الكثير من النقاط الأساسية في البيان.
وتغيّب وزراء خارجية كل من روسيا وألمانيا وبريطانيا عن مؤتمر باريس.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر أن حل الدولتين وحده كفيل بإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بشرط أن يتم التوصل إليه عبر المفاوضات. وأعرب البيان عن قلق المشاركين في المؤتمر من الخطوات التي تتخذ في الميدان وخصوصاً أعمال العنف واستمرار البناء في المستوطنات واعتبروا أن هذه الخطوات تمس فرص تطبيق حل الدولتين.
وفي مؤتمر صحافي عقد بعد المؤتمر قال وزير الخارجية الفرنسي إن هناك خطراً حقيقياً يهدد حل الدولتين. وأضاف أن القوى الدولية ستبدأ في نهاية الشهر الحالي بصوغ حوافز اقتصادية وضمانات أمنية لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على إحياء محادثات السلام بحلول نهاية السنة الحالية.
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام المؤتمر، أن المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط تظل الحل الأمثل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ولا يمكن تعديلها.
وقال الجبير إن أساس أي خطة سلام مستقبلية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زال يتمثل في المبادرة العربية من سنة 2002 وحث إسرائيل على قبولها. وشدّد على أن هذه المبادرة تشتمل على جميع العناصر المطلوبة لتسوية نهائية.