توسيع الحكومة الإسرائيلية يقطع الطريق على مساعي أوباما لإسقاطها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

•حتى يوم أمس واصلت صور منظمة بتْسِيلمْ عن اطلاق الجندي أليؤر عزريا النار [على الجريح الفلسطيني في الخليل] في اثارة موجة من الأصداء. وكان هذا بمثابة هجوم استراتيجي يمكن أن يتحول إلى كارثة سياسية. وهو أيضاً نجاح كبير لليسار الراديكالي في حربه ضد دولة إسرائيل. لكن بعد انتهاء الأزمة مع حزب البيت اليهودي، وجدت إسرائيل نفسها مع حكومة قوية وأكثر استقراراً، يمكنها بحسب كل المعطيات أن تكمل ولايتها كاملة. وشكل هذا صفعة موجهة ضد أطراف في الداخل والخارج كانت تعمل من دون كلل من أجل زعزعة استقرار دولة إسرائيل. من الأفضل تجاهل الضجة الاعلامية حول تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، فالأهمية الأساسية الموضوعية [لهذا التعيين] اقتصادية وسياسية.  

•لقد علقت وكالة التصنيف الائتماني مودي فور انتهاء أزمة تعيين ليبرمان بالقول إن حكومة نتنياهو تعززت وصارت حكومة اكثر استقراراً، وهذا مؤشر ايجابي لمواصلة الاصلاحات الحكومية في المجال الاقتصادي، وأشارت الوكالة تحديداً إلى سوق العمل. ومن المحتمل أن يكون تعيين ليبرمان وزيراً جديداً للدفاع خطوة مؤثرة قد تمنع اقتصاد إسرائيل من الانزلاق نحو الركود، لأنه منذ الآن يبرز تباطؤ اقتصادي واضح.   

•لكن التأثير السياسي [للتعيين] هو الأكثر أهمية، وكان هذا هو هدف رئيس الحكومة نتنياهو. ثمة خيبة أمل من عدم تولي بوغي يعلون حقيبة الخارجية، فلو كان استلم الوزارة وانضم إلى الحلقة الضيقة لمتخذي القرارات لكان منح مناعة أكبر للحكومة في مواجهة عواصف الصيف السياسية التي سترافقنا حتى بداية الشتاء. لكن مجرد تعزيز الحكومة ودخول أفيغدور ليبرمان إلى منصب رفيع يزيد من قوة الردع في مواجهة فرنسا وإدارة أوباما. 

•إن وصف الحكومة الحالية بأنها أكثر حكومة يمينية وتطرفاً لا اهمية له، وهو يهدف إلى تهييج المحللين الذين لا يفقهون شيئاً في صحيفة "هآرتس" وصحف أخرى. إن وجود ليبرمان في وزارة الدفاع حوله تلقائياً إلى شخص براغماتي مع خطوط حمراء. 

•إن الهدف من إيجاد حكومة تعتمد على 66 عضو كنيست هو اجتياز جسر الأشهر السبعة المقبلة الضيق، والدخول إلى منطقة ملاحة سياسية حرة بدءاً من كانون الثاني 2017. ويجب التشديد هنا على أن المقصود هو الزاوية السياسية اذ لا احد يستطيع أن يعرف ماذا سيجري في الجانب الأمني- العسكري. 

•وعلى افتراض أن الرئيس أوباما هو عملياً الخصم الأكثر خطورة لإسرائيل ولكن أيضاً الرصيد الأمني الأكثر أهمية، فإن حكومة نتنياهو- ليبرمان تقطع الطريق على الهدف الأساسي لهذا الخصم. لقد أراد أوباما منذ بضع سنوات إسقاط حكومة نتنياهو أو على الأقل أن يفرض عليها القيام بخطوات تتعارض مع وجهتها، لكنه مع الحكومة الموسعة سيكون من الصعب عليه تحقيق مخططاته.  

•لن يستطيع أوباما أن يحل مشكلة العداء الفلسطيني لإسرائيل في الأشهر السبعة الباقية له، لكنه أمل على الأقل بأن يقدم إلى أبو مازن والمجتمع الدولي رأس بنيامين نتنياهو- لكن هذا لن يحدث- بفضل الدوامة التي انجرت إليها دولة إسرائيل عامة والمؤسسة الأمنية خاصة، بسبب صورة "بَتْسِيلمْ". في البداية أثارت هذه الصورة غضب قيادة الجيش وبوغي يعلون، ودخل هؤلاء في دوامة أدت إلى اثارة غضب اليمين المتطرف ضدهم، وأثار اليمينيون بدورهم غضب نائب رئيس الأركان الذي أحرج يعلون، وفي النهاية أُبعد الأخير واستُبدل بليبرمان. 

•حسناً يفعل ليبرمان لو تصالح مع رئيس الأركان غادي أيزنكوت ومع نائبه اللواء يائير غولان، فهو يحتاج إلى التوازن في وزارته: تقديم دعم كامل للجيش لكن من دون أن يتحول إلى رئيس نقابة مهنية تمثل الجيش في الحكومة. إن مهمته الإشراف على المؤسسة الأمنية من جانب الحكومة. 

•من الأفضل أن يتخلى عن شعاره "احتلال غزة وإسقاط حماس"، ويطرح بدلاً من ذلك تفكيراً استراتيجياً يدفع بقطاع غزة نحو الوضع المناسب لإسرائيل ووفقاً  لما سوف يتقرر بشأنها. لقد نشأت الأزمة الحكومية الأخيرة حول الطريقة المتعثرة لاتخاذ القرارات في إسرائيل. ولا يستطيع وزير الدفاع أن يتخذ بمفرده قرارات بعيدة المدى.

 

 

المزيد ضمن العدد 2384