•إذا كان حزب العمل يثق بنفسه وصادق في ما يدعيه، يتعين عليه اجراء مفاوضات من أجل الدخول إلى الحكومة وعدم تفاديها. إن الحزب يدّعي أنه منذ انتخابات الكنيست قبل 14 شهراً تدهورت مكانة إسرائيل في الداخل وفي العالم، وهو يسمع زفرات الوزراء موشيه (بوغي) يعلون وموشيه كحلون اللذين يكافحان دفاعاً عن قيم تتعرض لهجوم شرس من جانب المتطرفين من اليمين في الائتلاف الحكومي. فإذا كان هذا هو الوضع، كيف يمكن أن يقف متفرجاً؟ إن هذا لا يليق به كحزب مسؤول.
•جاءت نتائج الانتخابات في آذار/مارس 2015 لصالح الليكود. وقد ضيع بنيامين نتنياهو ويتسحاق هيرتسوغ فرصة تشكيل حكومة وحدة. بالتأكيد، في أوضاع طبيعية مكان حزب العمل هو في المعارضة. لكن هذا لا ينطبق على هذه المرحلة التي يجتاح الشرق الأوسط فيها خطر داهم، حيث سلطة القانون في حال دفاع مقابل وزراء البيت اليهودي وجزء من الليكود، وحركة المقاطعة BDS تنفذ إلى معاقل إسرائيلية في دول صديقة وتدعو هذه الدول إلى مقاطعتها، وحيث كل عضو كنيست من الصفوف الخلفية في كتلة الليكود يهدد بقاء الائتلاف الضيق.
•إن هذا الواقع المعقد يبرر توحيد القوى، لكن ليس بأي ثمن. صحيح أن انضمام حزب العمل الآن يعتبر أقل من تشكيل حكومة وحدة أصلية، لكن هيرتسوغ وزملاءه ركاب جدد في الباص ويجب على الذين فيه أن يحشروا أنفسهم ويفسحوا لهم مكاناً.
•يدّعي خصوم هيرتسوغ أنه ركّز مسبقاً على مناقشة لائحة الحقائب فقط، وهو كذّب ذلك. لكن مع أن برنامج عمل الحكومة الحالية يتضمن هامشاً لتطوير سياسة مرنة حيال الفلسطينيين، إلاّ إن ما يتضمنه يبقى غامضاً ويتطلب توضيحاً.
•قبل نقاش الحقائب الوزارية ثمة حاجة إلى توضيح عملي بشأن كيف سيكون بإمكان هيرتسوغ العمل من أجل استعادة إسرائيل المبادرة لإجراء المفاوضات مع الفلسطينيين. وهو يحتاج إلى أن يسمح له بالتفاهم مع فرنسا بشأن إمكانية التوصل إلى تفاهم على جدول أعمال متفق عليه لمؤتمر السلام الذي تبدأ فرنسا مرحلته الأولى في نهاية الشهر. إن هذا بمثابة خطوة حاسمة تقريباً لكبح المبادرات الرامية إلى تقويض شرعية إسرائيل.
•كما يتعين على حزب العمل المطالبة بإعلان تتعهد فيه أييليت شاكيد التوقف عن مهاجمة قضاة المحكمة العليا والامتناع عن العمل على تغيير مكانة محكمة العدل العليا. إن حقيبة العدل والإعلام مهمة بالنسبة لحزب العمل من أجل توفير التوازن بين شركاء الائتلاف. والمطلوب أيضاً بلورة سياسة مسبقة موحدة تتعلق بخطة الغاز، ومن بعدها توزيع الحقائب الوزارية.
•إن المعارضين في حزب العمل للانضمام إلى الحكومة سيكونون قد تصرفوا بنزاهة لو قالوا لهيرتسوغ: "اذهب بقواك الذاتية وأنقذ الحزب"، وعندما يُقدّم للجنة المركزية للحزب الحصيلة النهائية التي توصل إليها مع نتنياهو، يمكن حينها مناقشة ما إذا كان ذلك يشكل أساساً للانضمام إلى الحكومة أو للانتقال بصورة نهائية وأخيرة إلى مقاعد المعارضة.