من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يجب على إسرائيل أن توجه التحية إلى نائب رئيس الأركان على أقواله الشجاعة. ففي خطاب ألقاه أول من أمس بمناسبة ذكرى المحرقة، قال يائير غولان إنه يلاحظ في إسرائيل تطورات تشبه ما حدث في أوروبا وألمانيا قبل المحرقة. وأضاف: "إذا كان هناك شيء يخيفني في ذكرى المحرقة فهو رؤية تطورات مثيرة للرعب حدثت في أوروبا عامة وفي ألمانيا في ذلك الحين.. ووجود ما يشبهها هنا بيننا، في 2016". وفي إثر هجوم من وزراء وأعضاء كنيست من اليمين، أصدر الناطق بلسان الجيش بياناً توضيحياً جاء فيه أن غولان لم يقصد المقارنة بين الجيش ودولة إسرائيل وبين التطورات التي حدثت في ألمانيا قبل 70 عاماً، وأن هذه "المقارنة سخيفة ولا أساس لها".
•يبدو أن غولان، الذي ذُعر من الانتقادات التي وجهها إليه اليمين، سارع إلى تمويه كلامه بحيث أصبح من الصعب فهم مغزاه. لكن على الرغم من التوضيح الغامض، يجب الإصغاء إلى كلامه بانتباه شديد. وحتى لو لم يكن غولان يقصد مباشرة الجيش أو الدولة، فقد تحدث عن مؤشرات وظواهر يجب أن تثير قلق كل إسرائيلي حريص على مستقبل المجتمع والدولة. ويجب أن نعترف بأن المجتمع والدولة، والجيش والأذرع الأمنية أيضاً، شهدت في السنوات الأخيرة تطورات خطيرة يمكن أن تدهور إسرائيل إلى واقع جديد وخطر. لقد تحول الخطاب العام في هذه السنوات إلى خطاب عنيف ومدمر، بتحريض من الحكومة، مع مظاهر منتشرة ومستمرة لظواهر ما قبل الفاشية.
•ويترافق الخطاب العام القومي مع تشريعات معادية للديموقراطية هدفها إضعاف وتفكيك آليات التوازن والرقابة في الدولة بصورة منهجية، وهذه أيضاً علامة مقلقة للغاية. ويواجه جهاز القضاء والمجتمع المدني، والجمعيات المنتمية لليسار، وعالم الثقافة والفن، وحتى الإعلام، تهديداً حقيقياً بالمس بوسائلة وعمله. وحتى تعابير الكراهية والتحريض القومي ضد الأغراب والعرب تحولت إلى أمر طبيعي ومقبول، وهذا أيضاً بتشجيع من حكومة إسرائيل.
•جميع هذه المؤشرات وكثير غيرها يجب أن تذكرنا بما نسيناه. إن أحد أهم دروس المحرقة هو تجاهل المؤشرات المسبقة التي أوصلت النظام النازي إلى ما حدث لاحقاً. لقد أراد اللواء غولان التحذير من ذلك. لذا يجب ألا ننتقده أو نهاجمه، بل يجب أن نصغي إلى كلامه وأن نتفحص إسرائيل في ضوء هذا الكلام.