استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بعد اكتشاف نفق هجومي آخر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إنه في حال استمرار العناصر الإرهابية في قطاع غزة في تشويش مجرى حياة السكان في المستوطنات المحيطة بالقطاع، فإن إسرائيل ستوجه إليها ضربات قاسية للغاية.

وأضاف يعلون في سياق كلمة ألقاها في المهرجان الختامي لنشاطات ذكرى إحياء ضحايا المحرقة النازية الذي عقد في كيبوتس يد مردخاي [جنوب إسرائيل] مساء أمس (الخميس)، أنه لا يمكن لإسرائيل أن تسلم بوضع يجري فيه إطلاق نار متكرر ومحاولات اعتداء تستهدف السكان المدنيين والجنود، وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيتعامل مع مثل هذا الوضع بكل الحزم وبيد حديدية كما فعل خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وأشار وزير الدفاع إلى أن إسرائيل تعتبر المنظمات "الإرهابية" في القطاع وفي مقدمها حركة "حماس" مسؤولة عن إطلاق النار وتدهور الأوضاع الأمنية في غزة.

وكان يعلون قام بجولة تفقدية في قاعدة فرقة غزة العسكرية صباح أمس. 

وأكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، أن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي أعمال استفزازية من طرف حركة "حماس" للحيلولة دون تصاعد الأوضاع الأمنية ولمنع الحركة من مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية.

وأشار يعلون إلى أن الجيش سيستمر في نشاطاته العسكرية في منطقة الحدود مع قطاع غزة حتى اكتشاف جميع الأنفاق الهجومية.

ومن المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية صباح اليوم (الجمعة) اجتماعاً خاصاً برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبحث التصعيد الأمني الأخير في جنوب إسرائيل واكتشاف نفق هجومي بالقرب من قطاع غزة.

واستمرت أمس عمليات إطلاق قذائف هاون من القطاع باتجاه جنود الجيش الإسرائيلي الذين يعملون على اكتشاف الأنفاق الهجومية التي قامت "حماس" بحفرها وتدميرها.

ورداً على هذا القصف شنّت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي غارات على عدة أهداف لحركة "حماس" في القطاع، كما أطلقت دبابات عدة قذائف صوب مصادر النيران مما أسفر عن مقتل امرأة فلسطينية في الخمسين من عمرها في منطقة خانيونس.

وأكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش يعتبر أي نشاط "إرهابي" فوق الأرض وتحتها خرقاً للسيادة الإسرائيلية ويحمل حركة "حماس" المسؤولية الكاملة عنه.

وأضاف الناطق العسكري أن الجيش سيواصل العمل بحزم وللمدة الزمنية المطلوبة بغية تدمير الأنفاق الهجومية كلها، وأشار إلى أن الهدوء والحفاظ على مجرى الحياة الطبيعية مصلحتان مشتركتان للجانبين وأن إسرائيل عازمة على أن تعمل كل ما هو مطلوب من أجل ضمانهما .

واكتشف الجيش الإسرائيلي أمس نفقاً هجومياً آخر تابعاً لـ"حماس" في المنطقة المحاذية للسياج الأمني المحيط بجنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر عسكرية أن هذا النفق بعمق 28 متراً تحت الأرض في الجانب الفلسطيني من الحدود ويبعد عدة كيلومترات عن النفق الذي تم اكتشافه الشهر الفائت. وقالت هذه المصادر إنه تم اكتشاف هذا النفق بعد جهود تكنولوجية واستخباراتية وعملياتية.

وكشف النقاب أمس عن قيام الجيش الإسرائيلي الشهر الفائت باعتقال ناشط من "حماس" زود الأجهزة الأمنية بمعلومات جمة ومهمة عن الأنفاق ومسارها وطريقة حفرها والمواد المستخدمة في بنائها.

وذكرت مصادر أمنية رفيعة أن هذا الناشط هو محمود عطاونة (29 عاماً) من سكان منطقة جباليا وتم اعتقاله لدى اجتيازه السياج الأمني الفاصل المحيط بالقطاع وبحيازته سكينان. وخلال التحقيق معه قال إنه كان ينوي قتل جنود من الجيش أو مدنيين إسرائيليين.

ونفى منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء يوآف مردخاي وجود أي اتفاق مع "حماس" حول وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة المحيطة بقطاع غزة.

وأكد مردخاي في حديث أدلى به إلى وكالة الأنباء الفلسطينية "معاً" أمس، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل تنفيذ مهماته ضد نشاط حركة "حماس" مشيراً إلى أن قيام هذه الحركة بحفر أنفاق في أراض تقع تحت السيادة الإسرائيلية يشكل انتهاكاً لهذه السيادة.

 

في المقابل أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية في بيان صادر عنه أمس، وجود اتصالات من عدة أطراف عربية وعالمية شملت مصر وقطر والأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن "حماس" لن تسمح لإسرائيل بفرض وقائع جديدة على الأرض. وأضاف الحية أن الحركة ملتزمة ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في القاهرة في صيف 2014 [في إثر انتهاء عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة].