سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الاثنين) بنشر نبأ اكتشاف الجيش الإسرائيلي أخيراً نفقاً هجومياً طوله كيلومتران حُفر في جنوب قطاع غزة وامتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لمسافة مئات الأمتار وبعمق 30 متراً.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة إن قوات الجيش عملت خلال الأيام الأخيرة على هدم النفق وتفجير معظم أجزائه.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن النفق حُفر خلال الأشهر التي تلت عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن اكتشاف النفق يدل على إنجازات تكنولوجية أحرزها الجيش الإسرائيلي في هذا المجال، وأشارت إلى أن اكتشافه تم بفضل هذه الإنجازات بالإضافة إلى معلومات استخباراتية، وشدّدت على أن هذه الإنجازات تشكل اختراقاً مهماً في مجال اكتشاف الأنفاق.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الهدف من حفر النفق كان هجومياً وربما للقيام باختطاف جنود إسرائيليين، وذكرت أن قوات الجيش تواصل أعمال البحث عن أنفاق أخرى في محيط قطاع غزة.
وفي الوقت عينه أعربت المصادر عن اعتقادها بأن حركة "حماس" غير معنية بتصعيد الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود مع قطاع غزة.
وأدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصريحات إلى وسائل الإعلام في إثر اكتشاف النفق الهجومي، قال فيها إن إسرائيل حققت في الأيام الأخيرة اختراقاً عالمياً في القدرة على اكتشاف الأنفاق. وأضاف أن الحكومة تصرف أموالاً طائلة من أجل إحباط تهديد الأنفاق مؤكداً أن ذلك يستلزم جهوداً متواصلة لا تنتهي بين عشية وضحاها.
وكرّر نتنياهو أن إسرائيل سترد بقوة على أي محاولة تقوم بها حركة "حماس" للاعتداء على جنودها وسكانها.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون اكتشاف النفق بأنه إنجاز عملياتي مهم ونتيجة جهود كبيرة بذلتها إسرائيل في هذا المضمار خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف يعلون في بيان صادر عنه أمس، أنه ليس لدى إسرائيل أي أوهام بالنسبة لنيات حركة "حماس" العدوانية قبل عملية "الجرف الصامد" وبعدها.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تضع التحدي الذي تمثله الأنفاق الهجومية في رأس سلم أولوياتها. وأضاف خلال زيارة قام بها إلى قاعدة "تل نوف" الجوية أمس، أن الجيش الإسرائيلي يواصل استثمار الكثير من موارده لإزالة تهديد الأنفاق.
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إنه حان الوقت كي يعي الجميع أن "حماس" تعتبر حفر الأنفاق التي تتوغل في الأراضي الإسرائيلية هدفاً قومياً من الدرجة الأولى.
وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، أن على إسرائيل أن توفر الأمن لسكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وألا تعتمد على قوة الردع فقط.
وانتقد عضو الكنيست أريئيل مرغليت من "المعسكر الصهيوني" أداء الحكومة. وقال إن حكومة نتنياهو تهمل حياة سكان إسرائيل وتعرضها للخطر.
وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان في بيان صادر عنه، إن النفق الذي تم اكتشافه يشكل خرقاً سافراً للسيادة الإسرائيلية ودليلاً آخر على فشل سياسة الاحتواء التي ينتهجها نتنياهو ويعلون والتي تسمح لـ"حماس" بتعاظم قوتها وتعرض سكان المنطقة الجنوبية للخطر.
وفي المقابل وصف بيان لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" النفق الذي تم اكتشافه بأنه ليس إلا نقطة في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها.