رسالة من نتنياهو إلى الأسد وبوتين وحزب الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•الكلام الذي قاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال جولته في هضبة الجولان قيل سابقاً، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلمح فيها أو يقول صراحة، إن إسرائيل تهاجم أهدافاً في سورية ولبنان كي تمنع نقل سلاح نوعي قاتل ودقيق من سوريا وإيران إلى حزب الله. كما أن وزير الدفاع موشيه يعلون كرر ذلك عدة مرات. لكن على الرغم من ذلك، فإن كلام نتنياهو في الجولان الذي قال فيه "نفذنا عشرات الهجمات لمنع حصول حزب الله على سلاح كاسر للتوازن"، مضيفاً "نحن نعمل في جبهات أخرى عن قرب وعن بعد"، هو كلام خارج عن المألوف ولاذع بصراحته تقريباً، بسبب أسلوب قوله.

•والسؤال المطروح هو: لماذا فعل نتنياهو ذلك، وهو الحذر جداً في تصريحاته، وبصورة خاصة لماذا قال هذا الكلام في هضبة الجولان أثناء مشاهدته تدريبات للواء الاحتياطيين؟ إن ذلك كله أضفى على كلامه مسحةً من التهديد. هناك ثلاثة أسباب محتملة لصدور مثل هذا التصريح عن رئيس الحكومة.

•الاحتمال الأول أن يكون رئيس الحكومة على معرفة برغبة أو محاولة ملموسة من جانب الإيرانيين والسوريين لنقل سلاح إلى حزب الله في لبنان، بما يمكن أن يهدد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في هذا البلد إذا اضطر الجيش إلى ذلك، أو يمكن أن يكون أشد فتكاً خاصة في حال نشوب حرب يحاول خلالها حزب الله ضرب الجبهة الخلفية الإسرائيلية، أو سفن سلاح البحر أو منصات الغاز. سيحاول السوريون اعطاء حزب الله بطاريات صواريخ أرض - جو متنقلة وذكية تهدد بصورة خاصة حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي، وصواريح "ياخونت" القادرة على اصابة سفن ومنشآت على الساحل من على بعد 300 كيلومتر، وكذلك صواريخ وقذائف دقيقة من انتاج إيران. كل ذلك من المحتمل أن يكون حزب الله حاول نقله إلى أراضي لبنان، ووفقاً لتقارير أجنبية، فإن إسرائيل أحبطت الجزء الأكبر من هذه المحاولات.

•الآن، ومع وجود سلاح جديد كثير من صنع روسي، فإن خطر انتقال هذا السلاح من جيش الأسد إلى حزب الله قائم وفي ازدياد. لذا من المحتمل أن رئيس الحكومة قرر أن كلاماً واضحاً أرخص من وقود طائرات ومن ذخيرة دقيقة، ولذا صرح بما صرح به، على أمل أن تصل الرسالة إلى حزب الله وإلى أسياده الإيرانيين والسوريين وأيضاً إلى الروس.

•صحيح أن هناك آلية تنسيق بين إسرائيل والروس، لكن هناك حالات لا يكون فيها الروس مستعدين للتدخل- وفي مثل هذه الحالة فالأفضل ارسال رسالة مباشرة من شن هجوم مباشر في سورية أو داخل لبنان يمكن أن يؤدي إلى تورط ومواجهات. لا تريد إسرائيل أن تكون متورطة في حرب في لبنان، وهي تفضل أن تفعل ذلك بواسطة الرسائل على أن تفعله باستخدام السلاح.

•هناك احتمال ثان بأن الرسالة من الجولان، وفي الخلفية دبابات إسرائيلية وجنود للجيش الإسرائيلي مستعدون للقتال، ليست موجهة فقط إلى المنطقة بل إلى الكرملين أيضاً، ففي الأسبوع المقبل سيلتقي نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقبل ذلك ها هو يوضح له من خلال كلامه أن لدى إسرائيل خطوطاً حمراء إذا حاول أحد تجاوزها فهي لن تتردد في القيام بعملية عسكرية حتى مع وجود الروس في المنطقة. وقد سبق لوزير الدفاع أن بعث برسالة مشابهة سابقاً، وها هو نتنياهو يفعل ذلك الآن.

•إن اللقاء المحتمل بين نتنياهو وبوتين في موسكو لن يدور فقط حول امتناع إسرائيل وروسيا عن المس بمصالح بعضهما البعض في سورية، بل سيجري الحديث كما يبدو عن تقديم المنظومة المتطورة لاعتراص طائرات وصواريخ من طراز S-300 من صنع روسيا، والتي بدأت الصناعة العسكرية الروسية بالأمس في نقل قطع منها إلى إيران. ومن المعقول افتراض أن نتنياهو سيطلب من الروس ألا يعطوا الإيرانيين الطراز الأحدث من منظومة الصواريخ الاعتراضية هذه، التي تستطيع اسقاط طائرات واعتراض صواريخ على بعد أكثر من 100 كيلومتر وعلى ارتفاعات مختلفة. ومن المحتمل أيضاً أن يطلب نتنياهو من الروس مراقبة أفضل على منظومات الاعتراض التي يقدمونها للجيش السوري، مثل صواريخ  SA17 وSA22 التي حاول السوريون في الماضي نقلها إلى حزب الله.

•الاحتمال الثالث هو أن نتنياهو قصد ارسال رسالة "عملياتية" إلى حزب الله، وتحسين صورته بصفته رجل أمن. هذه الصورة التي تآكلت في الأشهر الأخيرة التي اندلعت فيها انتفاضة السكاكين، وبعد فشله في منع الاتفاق النووي مع إيران. وقد نسب نتنياهو في جلسة الحكومة الأخيرة لنفسه الفضل عندما أشار إلى بروز تراجع في ارهاب الأفراد في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وفي إسرائيل. ومن المحتمل جداً أن نتنياهو ، الذي يحب زيارة الألوية المقاتلة ويشعر هناك بأنه في منزله، توصل إلى استنتاج أن بشار الأسد وحزب الله والروس تعودوا على حقيقة أن إسرائيل تهاجم شحنات السلاح الكاسر للتوازن المتوجهة إلى لبنان، ولذا سمح لنفسه بـ"التباهي" قليلاً انطلاقاً من افتراض أن الطرف الثاني لن يعتبر ذلك مسألة مهمة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2351