إسرائيل لن تقبل بأي حل في سورية يسمح بوجود إيران وحزب الله في الجولان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•في الاجتماعات التي يعقدها رؤساء القيادتين السياسية والأمنية الإسرائيلية مع نظرائهم في موسكو وواشنطن، تطرح إسرائيل مطلباً واحداً هو أقرب إلى الإنذار، وهو عدم قبولها بأي تسوية في سورية تتيح لإيران أو لحزب الله بأن يكون لأي منهما وجود في هضبة الجولان. 

•في إسرائيل بدأوا يفكرون في ما ستكون عليه هضبة الجولان في اليوم التالي لانتهاء الحرب. وحتى جهات التقدير الأكثر تشاؤماً تعترف بوجود مؤشرات إيجابية لحل سياسي يوقف استمرار الحرب الأهلية، فالعالم يبحث بحماسة عن حل فوري لهذه الحرب - بسبب مشكلة اللاجئين الذين يغرقون أوروبا - ولهذا فإن فرص التسوية تبدو اليوم قريبة بالمقارنة مع الفترة التي سبقت التدخل الروسي في سورية.

•ليس واضحاً ما إذا حصلت إسرائيل على تعهدات من الولايات المتحدة أو من الروس تتعلق بالترتيبات في هضبة الجولان. وفي جميع الأحوال، فإن أي تعهد من هذا النوع هو بمثابة الكشف عن وجود اتفاق بين الروس والأميركيين بشأن التسوية في سورية - أكثر بكثير مما هو معروف على الصعيد الدولي، وأنهم عملياً قسموا سورية وباعوا حلفاء قدماء واشتروا حلفاء جدداً وأغلقوا حسابات. وعلى سبيل المثال لم يعد في إمكان أردوغان الاعتماد على أوباما في المسألة الكردية، لأن الروس والأميركيين قرروا أن الأكراد أقلية من حقها الحصول على حكم ذاتي، وهم بحاجة إلى الأكراد كقوة عسكرية برية لمحاربة داعش.

•ينطبق هذا على كل ما له صلة بهضبة الجولان. وإذا لم تعرض إسرائيل موضوع الهضبة على أنها "سبب للحرب"، فثمة شك في أن تحظى هذه الجبهة الهامشية - في نظر الروس والأميركيين - بمعالجة خاصة في إطار التسوية. 

•خلال السنة الماضية تابعت إسرائيل والعالم بإعجاب الدرس الذي قدمته الدولتان العظميان في مسألة استخدام القوة وترجمتها إلى انجاز سياسي. وقد برزت وجهتا نظر أدتا إلى نتائج سياسية مختلفة. ليس هناك شك في أن تنظيم داعش في سورية والعراق يتقلص، ولا شك كذلك في أن التدخل العسكري للدولتين العظميين لعب دوراً مركزياً في ذلك، لكن هنا تتوقف أوجه الشبه في ما بينهما.

•لا تقول الإدارة الأميركية الحقيقة كلها للجمهور الأميركي، وهي لا تتحدث عن وجود قرابة 3000 مقاتل على الأرض على الجبهة السورية- العراقية- الأردنية، أي ثلث أضعاف القوة البرية الروسية. تقوم القوة الروسية البرية بصورة خاصة بالدفاع عن المنشآت الروسية، وجزء صغير منها يساعد القوات البرية السورية؛ وتتألف القوات البرية الأميركية بصورة خاصة من وحدات من النخبة تضم وحدات تستخدم صواريخ دقيقة بعيدة المدى وتقوم بجزء مركزي في الحرب القائمة ضد داعش. كما تقوم الوحدات الخاصة الأميركية بعمليات الإحباط المركزة وفقاً للعقيدة العسكرية التي طورها الأميركيون في المواجهات مع طالبان في أفغانستان، أي الاغتيالات اليومية لمسؤولين في داعش. وحتى الآن فقد قضوا على مئات الأهداف من الأرض، وعلى عدد أكبر من الأهداف من الجو. وهم يستخدمون عشرات الطائرات- جزء منها من دون طيار - من أجل اصابة الاهداف المختارة بصورة دقيقة. وفي المقابل يستخدم الروس ما مجموعه 24 طائرة حربية تقوم بصورة أساسية بأعمال القصف مع القليل من المعلومات الاستخباراتية، وتلحق الكثير من الدمار بالمواقع التي تقصفها حيث توقع كذلك عدداً كبيراً من القتلى بين المدنيين. ومما لا شك فيه أن الفاعلية العملياتية الأميركية تفوق فاعلية الروس.

•لكن الغريب في الأمر هو كيف استطاع الروس بقوة أقلّ، إحداث تأثير أكبر على الأحداث؟ وما هو السبب الذي جعلهم يقطفون الإنجاز الكبير في الحرب على داعش في سورية ويقودون التسوية السياسية؟ وكيف يمكن أن يظهر الروس كطرف يمكن الوثوق به فيما يبدو الأميركيون خونة رخوين لا يمكن الاعتماد عليهم؟ وعلى الرغم من أن الروس هم الذين دمروا عدداً أكبر من المستشفيات بالمقارنة مع الأميركيين، فإنهم لم يحصدوا كل الأوراق الاستراتيجية في المنطقة فحسب، بل نالوا التصفيق أيضاً وظهروا في مظهر المنقذين. 

•الجواب يكمن في سياسة استخدام القوة: لقد قرر الروس منذ البداية بأن تجري حربهم تحت غطاء إعلامي كبير، ومع استخدام قوة نارية عالية وتقارير يومية، فيما أخفى الأميركيون تدخلهم العسكري كي لا يثيروا انتقادات داخلية. والدرس واضح: في الظروف السورية، الروس هم الذين على حق. والآن سيقومون عندنا باستخلاص النتائج.