من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•بعد عشر سنوات من الحصار، يوجد لدى سكان قطاع غزة ما يكفي ويزيد من الأسباب لليأس وللشعور بالعداء إزاء إسرائيل. لكن فجأة وعلى حين غرة هناك أمل. ربما تنظيم داعش تحديداً هو الذي سيقنع عدوهم اللدود برفع الحصار الخانق عنهم. تنظيم داعش ينفذ هجوماً في إسطنبول يقتل فيه ثلاثة إسرائيليين. رئيس تركيا يرسل رسالة تعزية حارة إلى رئيس الحكومة، والاعلام الإسرائيلي يبتهج استعداداً لاحتمال استئناف العلاقات، حينئذ ستوافق إسرائيل على التخفيف من الحصار إلى حد كبير مستغلة "فرصة" الهجوم لتحقيق إنجاز سياسي، وتوافق على السماح بدخول خبراء من تركيا ومواد بناء بكميات كبيرة [إلى القطاع]، وبهذه الطريقة يتبدد الحصار.
•ثلاث من هذه المراحل الأربع نفذت بنجاح ، لكن الآن سيتذكر مليون و800 ألف مواطن مسجونون في أكثر السجون اكتظاظاً في العالم، أنهم سبق لهم ذات مرة أن انتظروا مثل هذه الآمال الكاذبة. حدث هذا سنة 2010 عندما شاركت طائرتا إطفاء تركيتان في جهود إطفاء الحريق في الكرمل. يومها جرى الحديث عن "ديبلوماسية الأزمات"، ويومها أيضاً برز الأمل بأن تركيا وإسرائيل ستعودان إلى أحضان بعضهما، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
•مرت ستة أعوام تقريباً وحدثت كارثة أخرى تحمل الأمل، وهذه المرة أيضاً سمعنا التخبطات المعروفة: هل سنتيح لأردوغان أن يقطف ثماراً سياسية من الهجوم الذي لم ينجح في منعه؟ وماذا بشأن الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات بين إسرائيل ومصر التي أصابها الهلع من جراء التقارب المحتمل؟ ومرة أخرى تحول سكان غزة إلى رهائن، لكن هذه المرة ليسوا رهائن لـ"حماس" وللخلاف بينها وبين السلطة الفلسطينية، وإنما رهائن لاعتبارات دولية ستحسم مصير حرية تنقلهم وقدرتهم على اعادة بناء منازلهم.
•في غزة يعرفون جيداً موقف الجيش الإسرائيلي الذي يضغط من أجل تقديم المزيد من التسهيلات والمزيد من تراخيص العمل. وبودهم أن يصدقوا أن ضائقتهم يمكن فعلاً أن تؤثر في القلب اليهودي الرحيم، وأن إسرائيل ستفهم أخيراً أن عشر سنوات حصار لم تمنع اطلاق الصواريخ وهجمات وإصابات. وهم سيكونون سعداء لو أن إسرائيل تحل بالنسبة إليهم لغز المفارقة في كونها من جهة تتعامل مع "حماس" بوصفها الجهة المسؤولة عن الهدوء في غزة، لكنها من جهة أخرى ليست مستعدة في أن توفر لها الوسائل المدنية لمواصلة المحافظة على هذا الهدوء الثمين؛ وهي تتعاون مع مصر في الحرب ضد الارهاب في غزة، لكنها تواصل تغذية براميل المواد المتفجرة في غزة.
•لا يفهم سكان غزة المعضلة الإسرائيلية في كل ما يتعلق بتركيا، فإذا كانت إسرائيل مستعدة للتخفيف من الحصار، وربما أيضاً رفعه من أجل علاقات ديبلوماسية كاملة مع تركيا، فلماذا لا تقوم بهذه الخطوة الشجاعة منذ البداية وتبادر هي إلى رفع الحصار كي لا تبدو أنها دفعت "ثمناً مبالغاً فيه" مقابل هذه العلاقات؟ بالتأكيد أردوغان لن يغضب من بادرة حسن النية هذه، ورئيس مصر لن يتهم إسرائيل بالخيانة. لأنه ليس من أجل تركيا ستتنازل إسرائيل بل من أجل نفسها. إن لدى سكان غزة الكثير من وقت الفراغ للتفكير بالمفارقات التي تشوه السياسة الإسرائيلية. وأكثر من 38% منهم من دون عمل، وتصل نسبة البطالة وسط الشباب إلى أكثر من 53%. وهم ليسوا مشغولين بإعادة بناء منازلهم، لأن مواد البناء التي تصل إلى القطاع تغطي 14% من حاجتهم فقط.
•ليس لدى إسرائيل سياسة منظمة في ما يتعلق بغزة باستثناء الحصار. وليست لديها أهداف واضحة ولا خطط عمل سوى العقاب الجماعي الذي لا توضح ما تريد تحقيقه من خلاله. كل ما بقي للغزيين أن يفعلوه هو تعليق آمالهم على أردوغان، وعلى داعش خصوصاً، أو على أي تنظيم إرهابي آخر في تركيا، يمكن أن يحرك العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ويحدث المعجزة، إذا قام بهجوم سقط نتيجته ضحايا إسرائيليون. حتى الأحلام في بعض الأحيان تتحقق.