من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في السنوات الأخيرة ومع تدهور الوضع في أحياء القدس الشرقية وارتفاع موجة العنف فيها، زادت الشرطة من استخدام الرصاص المغلف بالاسفنج، لا بل استبدلته بنوع آخر أكثر صلابة وقدرة على التسبب بإصابة أشد فتكاً. وبالاستناد إلى معطيات الشرطة التي قدمتها بطلب من جمعية حقوق الإنسان، فقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً بنسبة مئات المرات في استخدام الرصاص الاسفنجي بالمقارنة مع السنوات الماضية. (نير حسون، في "هآرتس" الأمس).
•بعد الانتقال إلى استخدام الرصاص الاسفنجي الصلب، سجلت حادثة وفاة واحدة، وارتفع عدد الاصابات إلى عشرات الجرحى بينهم العديد من الأطفال. هناك اكثر من عشرة أشخاص من سكان القدس الشرقية فقدوا أعينهم؛ وأصيب آخرون بكسور في وجوههم وأجسادهم، وأضرار دماغية وغيرها. وعلى الرغم من وجود خشية من أن يكون بعض المصابين جرح من جراء إخلال الشرطة بالتعليمات - هناك 15 ملفاً تتعلق بإصابة عابري سبيل أبرياء - فإنه لم يُقدم حتى الآن أي كتاب اتهام ضد أي فرد من أفراد الشرطة المتورطين في هذه التحقيقات.
•تثير هذه المعطيات تخوفاً كبيراً من أن تكون الشرطة تعطي أفرادها الحرية المطلقة في كل ما يتعلق باستخدام هذا السلاح الإشكالي. وبالإضافة إلى إعطاء حرية التصرف، يظهر عجز دائرة التحقيقات في الشرطة التي لم تجد من الصحيح أن تتهم ولو شرطياً واحداً كان متورطاً في حوادث ذات نتائج جسيمة بصورة خاصة. والنتيجة البشعة لهذا السلوك ليست فقط أن الشرطة لا تفعل شيئاً لمنع وقوع إصابات كبيرة وسط الناس الأبرياء بمن فيهم من الأولاد، بل إنها أيضاً تدعم هذا العنف.
•ما يجعل سلوك السلطات هذا ممكناً هو اللامبالاة العامة، فالجمهور الإسرائيلي الذي يتعرض للتحريض من جانب الزعامة التي تنازلت حتى عن التظاهر بتطبيق القانون الذي يساوي بين اليهود والعرب، يعطي السلطات دعماً غير محدود، بل هو أحياناً يشجعها على استخدام العنف. صحيح أن الوقائع في أحياء القدس الشرقية معقدة وأحياناً عنيفة وخطرة جداً، لكنها لا تبرر استخدام العنف المفرط، ولا تسوّغ اللامبالاة الحالية تجاه الضحايا الأبرياء.
•إن مشكلة القدس الشرقية مثلها مثل سائر نقاط الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين، لن تحل إلاّ من خلال حسم سياسي يجري التوصل إليه على قاعدة توافق، وليس على قاعدة استخدام وسائل عنف من دون تمييز.
تثبت الانتفاضة الحالية أنه على الرغم من ارتفاع درجة العنف من جانب القوى الأمنية - بما فيها من "تحييد" مخربين من دون إحالتهم على المحاكمة، وأحياناً عندما لا يعودون يشكلون خطراً - فإن الوضع يأبى أن يتحسن بل يواصل التصعيد. يتعين علينا أن نركز - لاعتبارات براغماتية وأخلاقية - على حلول ذات قيمة، لا على الاستمرار في صب الزيت على نار العنف.