الحملة ضد أعضاء التجمع الوطني الديموقراطي محاولة لإقصاء التمثيل العربي عن الكنيست
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•مسموح التحفظ من خطوة نواب بلد [التجمع الوطني الديموقراطي] الثلاثة، جمال زحالقة، وباسل غطاس، وحنين الزعبي. كما يمكن الاعتراض على لقائهم عائلات المخربين، واعتبار وقوفهم دقيقة صمت حداداً على ذكراهم عملاً مرفوضاً، وتعريـفهم كـ"شهداء" أمراً معيباً. لكن من غير المسموح به الانضمام إلى حملة الملاحقة البشعة والعدائية ضد النواب الثلاثة من أعضاء "القائمة المشتركة"، فليس هذا من شيم الديموقراطية.

•لقد وقف الكنيست صفاً واحداً تقريباً ضد الثلاثة. وباستثناء كتلتهم، تنافس ممثلو جميع الكتل على مَن يستخدم لغة أكثر حدة من الآخرين ضدهم. وهدف اليمين مكشوف وخطير: إنه محاولة أخرى لنزع الشرعية عن التمثيل العربي في الكنيست، سعياً الى إقصائه وطرده من مجلس النواب. وقد خدم هذا الهدف عن غير قصد ممثلو الوسط واليسار من الذين انضموا إلى هذه الهجمة المنفلتة العقال: هناك ممثلون عن المعسكر الصهيوني، وعن حزب يوجد مستقبل، وحتى من حركة ميرتس، شاركوا في الهجوم على حزب بلد [التجمع الوطني الديموقراطي].

•وكالعادة، فإن بنيامين نتنياهو الذي لا يضيع فرصة للتحريض ضد العرب في إسرائيل، طلب من المستشار القانوني للحكومة فحص الخطوات القانونية المسموح باتخاذها ضد أعضاء الكنيست الثلاثة. كما رفع رئيس الحكومة مع رئيس الكنيست احتجاجاً ضد الثلاثة إلى لجنة الأخلاق في الكنيست، وقال بالأمس إنه سيعمل على إصدار "قانون يعتبر أن كل من يتصرف على هذا النحو لا يحق له أن يكون عضو كنيست". لا يخطر على بال أحد أن يتخذ نتنياهو إجراءات مشابهة ضد عضو كنيست يهودي يدّعي مثلاً أن جريمة دوما ليست إرهاباً، أو ضد وزيرة العدل التي قيل إنها التقت عائلة أحد المعتقلين اليهود المشتبه بهم في هذه القضية.

•لقد انتُخب الأعضاء الثلاثة في القائمة المشتركة في الكنيست، التي تعتبر الكتلة الثالثة من حيث الحجم،  من أجل تمثيل الجمهور الذي انتخبهم. وهذا الجمهور لا يشاطر نظرة وأفكار ومعتقدات الأغلبية اليهودية- الصهيونية. فإذا كانت إسرائيل تدعي أنها ديموقراطية وتريد الرد على الادعاءات بشأن تحولها إلى دولة أبرتهايد، فإنه يتعين عليها أن تحترم هذه الآراء حتى لو كانت صادمة ومؤلمة بالنسبة للأغلبية اليهودية. لقد أوضح أعضاء التجمع أنهم التقوا العائلات من أجل محاولة مساعدتهم على استعادة جثامين أعزائهم بعد أشهر على مقتلهم. ومن واجبهم وحقهم أن يفعلوا ذلك. 

•إن العرب في إسرائيل هم أبناء الشعب الفلسطيني ولهم تاريخ واحد. إنه نسيج حساس وهش، ويجد هؤلاء أنفسهم في نزاع بين ولائهم لشعبهم وولائهم لدولتهم. والطريق للمحافظة على الديموقراطية في إسرائيل يمر من خلال احترام هذا الوضع المعقد وإظهار أقصى درجات الحساسية حياله. إن إقصاء أعضاء الكنيست العرب، الذين يعانون بطبيعة الحال من الإقصاء في مجالات عديدة، يبشر بالسوء بالنسبة لإسرائيل. فإذا اضطر هؤلاء إلى مقاطعة الكنيست واضطر جمهورهم إلى مقاطعة الانتخابات، فستكف إسرائيل عن أن تكون ديموقراطية. 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2308