الهجوم الأخير نقطة تحول من هجمات الأفراد إلى الهجمات المنظمة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•يشير الهجوم الذي وقع بالقرب من باب العمود [في القدس] بصورة رسمية ورمزية، ومؤلمة بصورة خاصة، إلى انتقال من موجة الإرهاب الحالية وهجمات الأفراد إلى الهجمات المنظمة.

•صحيح أنه لا توجد هنا بنية تنظيمية، فلا علاقة لـ"حماس" ولا للجهاد الإسلامي بالهجوم، ومن المحتمل أن تكون هناك علاقة بعيدة لعائلات المخربين [الذين نفذوا الهجوم] بـ"فتح"، ولكن ما هو موجود هو بنية تحتية افتراضية: إلى جانب التحريض والشعور بالانتقام، فإن ما يجمع بينهم هو الفايسبوك.

•في اعتقاد قائد لواء بنيامين، العقيد يسرائيل شومير، أن "حركة الفايسبوك" هي التي تقود العمليات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وليس "فتح" ولا "حماس". هكذا يجب فهم الأحداث. لقد كتب أحد المخربين قبل شهر إلى صديق له نفذ هجوماً وقتل على حاجز الجلمة: "رجالك آتون بالرصاص"، مشيراً إلى نيته أن يحذو حذوه.

•تمتلئ شبكات التواصل بمنشورات مشابهة، وتلاقي المؤسسة الأمنية، على الرغم من القدرات التكنولوجية للوحدة 8200 [جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المسؤول عن التجسس الالكتروني] والشاباك، صعوبة في وضع يدها على كل من يكتب. لكن هذه المرة وبعكس ما سبق، كان بالإمكان خلال الشهر الماضي توقع ظهور هذا المخرب على رادار شخص ما.

•ثمة سؤال آخر: لماذا جرى وضع الجندية هدار كوهن التي تجندت  منذ شهر ونصف الشهر  في حرس الحدود، في إحدى أكثر المناطق حساسية وخطورة؟ 

•تُظهر تفاصيل العملية أن ما جرى هو أن تنظيماً إرهابياً يشمل ثلاثة أصدقاء انتقلوا من بلدة قباطية إلى القدس. واختاروا تنفيذ هجومهم على مدخل باب العمود. لكن التقدير هو أنهم كانوا ينوون تنفيذ الهجوم ضد هدف أكثر أهمية- على ما يبدو ضد مجموعة كبيرة من اليهود. لكن يقظة مقاتلي ومقاتلات حرس الحدود أحبطت وقوع هجوم أكثر دموية بكثير.

•لقد قطع المخربون طريقاً طويلاً جداً، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانوا تنقلوا مع بنادق وعبوات ناسفة، أم أنهم حصلوا عليها في منطقة القدس من متعاونين معهم. لكن من يعرف ما يجري على الأرض لن يفاجأ لا من حصولهم على سلاح ولا من سهولة تسللهم إلى إسرائيل.

•لقد رأينا نمط هذه العملية في الهجوم على بيت حورون [مستوطنة في الضفة الغربية]، عندما دخل مخربان مزودان بعبوات مرتجلة وتصرفا وفق خطة تستهدف "هدفاً واضحاً"، في إطار سعيهما إلى تنفيذ هجوم في قلب المستوطنات وتقليد هجمات سابقة.

•لا يجوز أن نتجاهل التغير الجغرافي. في الهجمات السابقة، اختار المخربون تنفيذ الهجوم في مناطق سكنهم، لكن المخربين الثلاثة يوم أمس، ومثلهم الضابط الفلسطيني الذي أطلق النار في موقع "فوكوس" [بالقرب من حاجز بيت إيل العسكري] بالقرب من رام الله، جاؤوا من مكان بعيد: فهم من منطقة جنين، والضابط من منطقة طولكرم. كذلك، فإن المخرب الذي قام بهجوم غوش عتسيون [في 5/1/2016] جاء من جنين، وأيضاً المخرب الذي قام بعملية الدهس التي وقعت في الفترة الأخيرة على تقاطع تسوميت تبواح، جاء من قباطية.

•والراهن حتى الأمس، أن تقدير الجيش الإسرائيلي هو أن موجة الإرهاب ستستمر زمناً طويلاً. هناك من يحدد سنة، ولذا يستعد الجيش الإسرائيلي بنفس طويل لما يسمى "تعزيز الأمن الجاري".

•لا يجد الجيش الإسرائيلي والشاباك حلاً عسكرياً، ويمكن القول بصراحة: لا وجود لمثل هذا الحل في الأفق. ويجب أن تثير هذه الحقيقة قلقنا أكثر من مشكلة الأنفاق الهجومية من غزة إلى مستوطنات غلاف غزة، التي تعمل المؤسسة الأمنية على إيجاد حل مستقبلي لها، سيستغرق تحقيقه وقتاً طويلاً والكثير من المال. على جبهة الأنفاق، التوجه على الأقل إيجابي، ولكن في المقابل، في ما يتعلق بموجة الإرهاب، هناك عامل واحد فقط سلبي.

•حتى قائد لواء كفير العقيد غيا حزّوت، الذي كان سابقاً قائد كتيبة في سلاح المظليين أيام الانتفاضة الثانية، يعتقد أننا الآن في ظل "سقف منخفض للإرهاب"، ويحذر في مقابلة أجريت معه في "ملحق يوم السبت" ستنشر غداً، من احتمال زيادة الهجمات.