يجب الحذر من حزب الله والاستعداد للمواجهة مع "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•تتابع عناصر أمنية رفيعة بقلق، القرار الذي اتخذته القيادة العسكرية لـ"حماس" في الأشهر الأخيرة في غزة باستئناف الهجمات في الضفة الغربية وخصوصاً داخل الخط الأخضر، حتى لو كان الثمن مواجهة شاملة مع إسرائيل. ووفقاً لهذه العناصر، تشعر "حماس" بعد مرور سنة ونصف السنة على عملية الجرف الصامد بأنها وصلت إلى درجة تأهب جيدة كافية لخوض حرب جديدة ضد الجيش الإسرائيلي. وفي نظر إسرائيل هذا تحذير استراتيجي، وفي العام المقبل من المحتمل أن تجد نفسها في مواجهة جديدة في القطاع.

•الراهن حتى الآن هو أن حزب الله مكوّن هامشي في البنية التحتية للارهاب في الضفة. ويدل الكشف عن خلية تابعة للحزب في طولكرم على الجهد الذي يبذله للعودة إلى الجبهة الفلسطينية، مثلما فعل في الانتفاضة الثانية عندما كانت 70% تقريباً من خلايا فتح التي نشطت ضد إسرائيل، تعمل برعاية حزب الله. ومن المعروف أن الجبهة الفلسطينية هي بالنسبة للحزب الجبهة الأساسية التي انطلاقاً منها يستطيع أن يواجه إسرائيل من دون اشعال الحدود في الشمال. لكن عمق تغلغله على الأرض أقل بكثير من قدراته.

•القصة الحقيقية هي "حماس"، فقبل بضعة أسابيع كشف الشاباك عن تنظيم تابع لـ"حماس" في الضفة شمل بين أمور أخرى مختبرات لتحضير المتفجرات وإعداد مخرب انتحاري للقيام بهجوم تفجيري في القدس. نقطة انطلاق الذراع العسكرية في "حماس" المسؤولة عن عمل الخلية هي أن إسرائيل لن تستطيع ضبط نفسها في مواجهة هجوم دموي في قلب العاصمة. وكان تقديرها للوضع أن إسرائيل سترد بعنف في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] - بما في ذلك ضرب السلطة الفلسطينية- كما ستقوم في مقابل ذلك بعملية انتقامية في القطاع.

•منذ أشهر اشتعلت أضواء حمراء في إسرائيل، وتميل التقديرات إلى أن "حماس" تشعر أن بوسعها الانتقال إلى هجمات تفجيرية في الضفة لأنها انجزت الاستعدادت الأساسية لتوجيه "ضربة مفاجئة" مثل تلك التي فشلت في تنفيذها قبل سنة ونصف السنة عشية "الجرف الصامد". وليس من المستبعد أن يكون الهدف التسلل إلى أراضي إسرائيل في وقت واحد ومن عدة نقاط- جواً وبحراً ومن خلال الأنفاق- وأن يترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف من أجل ايقاع أكبر عدد من القتلى بين الإسرائيليين. وطورت "حماس" أيديولوجيا ملائمة تتضمن هجوماً استهلالياً يصدم الإسرائيليين ويشكل نوعاً من الانتقام الفلسطيني لضربة إسرائيل الاستهلالية في عملية عمود سحاب [2012] التي قُتل من جرائها العشرات من رجال الشرطة في منشأة في غزة.

•يبدو أن جزءاً من عملية ترميم قوة "حماس" في القطاع انتهى: فقد أعيد بناء أنفاق تفجيرية تصل إلى داخل الخط الأخضر، مع عدة فتحات لكل نفق كما تدل على ذلك تجربة الماضي. إلى جانب ذلك، فإن القوات الخاصة من "النخبة" والغواصين يتدربون بصورة مكثفة، وأعيد بناء سلاح الطائرات من دون طيار، وجرى استكمال مخزون الصواريخ جزئياً.

•في بداية موجة الارهاب الحالية قبل أربعة أشهر، شجعت "حماس" وقيادتها في إسطنبول الفلسطينيين على العنف، ومجدت الذين يقومون بعمليات طعن ودهس. لكن في الوقت عينه الذي شجعت فيه "حماس" موجة العنف، فإنها لم تتجاوز الخطوط من خلال استخدام الخلايا التي أقامتها في الضفة الغربية خوفاً من رد إسرائيلي. وكانت استراتيجية "حماس" تقوم على محاولة زعزعة استقرار سلطة أبو مازن من خلال نشر القلق في الشارع الفلسطيني. من ناحية أخرى كان التقدير في إسرائيل أن "حماس" مشغولة ببناء قوتها وتواجه ضائقة اقتصادية بسبب خسارتها دعم إيران وتعرضها لضربة قوية من جانب المصريين الذين دمروا جزءاً كبيراً من أنفاق التهريب. كما كان التقدير أنه ليس للحركة قدرة ولا مصلحة في المخاطرة بمواجهة مع الجيش الإسرائيلي.

 

•تغيرت هذه التقديرات في إسرائيل حين تبين أن "حماس" تصدر توجيهات إلى أعضائها في الضفة للعودة إلى تنفيذ هجمات تفجيرية داخل الخط الأخضر. وبالفعل استيقظت الخلايا النائمة، وجرى الكشف عن عدد من المختبرات الخاصة بالمتفجرات. وفي المقابل، بدأ تدفق الأموال على هذه الخلايا، وأخذ الموفدون يذهبون إلى الضفة ويعودون. من الواضح اليوم أن "حماس" - بتوجيهات محمد ضيف - تغير اتجاهها وترفع قيمة الرهان في مواجهة إسرائيل.