حصول إسرائيل على غواصات نووية يمنحها القدرة على توجيه ضربة نووية ثانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المصاب بخوف المحرقة والمدفوع بالألاعيب السياسية، لم يكن قادراً على ضبط نفسه، فألمح إلى ما يعرفه العالم كله منذ عقدين تقريباً، وهو أن أسطول الغواصات الذي تملكه إسرائيل جرى بناؤه من أجل أهداف الردع، ومن أجل هدف أساسي واحد تحدثت عنه التقارير الأجنبية هو منح إسرائيل القدرة على توجيه ضربة نووية ثانية.  

•بالأمس وصلت إلى ميناء حيفا الغواصة "أحي راهف" بعد أن قطعت مسافة 3000 كيلومتر من ميناء كيل في ألمانيا، وهي الخامسة في أسطول الغواصات في سلاح البحر. وأقيم لها حفل استقبال مهيب بمشاركة القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل. وقال رئيس الحكومة في الحفل: "قبل كل شيء، أسطول غواصاتنا الهدف منه ردع أعدائنا الذين يتطلعون إلى تدميرنا".

•جاء قرار بناء أسطول موسع للغواصات نتيجة تفكير استراتيجي واستغلال للفرص. وقد نبع من خشية تسلح الشرق الأوسط بسلاح نووي على خلفية مساعي العراق للحصول على سلاح نووي في الثمانينيات، وأيضاً بعد تدمير سلاح الجو الإسرائيلي المفاعل النووي الذي كانت بغداد تقوم ببنائه، وخلال محاولات منع إيران من الوصول إلى سلاح نووي. وفي المقابل، استغلت إسرائيل ذكرى المحرقة النازية وشعور ألمانيا بالذنب.

•بعد حرب الخليج الأولى وإطلاق صواريخ سكود من العراق، ما كشف بيع شركات ألمانية معدات للبرنامج الكيميائي الذي أقامه صدام حسين، نجحت إسرائيل في دفع ألمانيا للموافقة على تمويل غواصتين جديدتين. وأدى ذلك إلى إبداء ألمانيا استعدادها لتمويل شراء ثلاث غواصات جديدة.

•صحيح أن هذا التمويل يساعد الاقتصاد الألماني والمحافظة على الأحواض في مرفأ كيل، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي شكر نتنياهو جهودها، تعمل أولاً وقبل كل شيء من أجل مصالح استراتيجية برغم سياسة الاستيطان ومعارضة الاحتلال.

•ووفقاً لما نشرته مصادر أجنبية، تقوم إسرائيل بتحسين هذه الغواصات من أجل أن تستطيع من فتحات صواريخ الطوربيد التابعة لها إطلاق رأساً متفجراً نووياً. 

•إن الشخص الذي عمل أكثر من أي إنسان آخر على تطوير أسطول الغواصات الإسرائيلي كي يصبح ذراعاً استراتيجية موازية لسلاح الجو، هو قائد سلاح البحر السابق الراحل أبراهام بوتسار. ووفقاً لوجهة نظره، فإن أسطولاً فاعلاً وقادراً على القيام بمهماته، بحاجة إلى تسع غواصات. ثلاث منها تقوم بمهمات الأمن الجاري، وثلاث أخرى للصيانة في المرفأ، وثلاث تقوم بمهمات الذراع الطويلة. وبعد صراعات كثيرة، مالية بصورة خاصة، يبدو أنه جرى تبني وجهة نظر بوتسار، وكان سلاح البحر في طريقه للتزود بعدد القطع التي تحدث عنها، وكان هناك اتفاق مع ألمانيا على شراء غواصة سادسة بسعر مدعوم.

•لكن في الفترة الأخيرة قرر رئيس الأركان العامة غادي أيزنكوت تأجيل القرار. وهو فعل ذلك لاعتبارات مالية، وأيضاً انطلاقاً من تحليل الواقع الجديد في الشرق الأوسط. ومن الأمور المثيرة للسخرية وصول غواصة "أحي راهف" إلى إسرائيل في الأسبوع الذي من المفترض أن ترفع فيه العقوبات الدولية عن إيران بعد رضوخها وتقليص برنامجها النووي.

 

•وما دامت إيران، ولو موقتاً، بعيدة عن القدرة على تركيب سلاح نووي، فإن حاجة إسرائيل لأسطول غواصات كبير من أجل ردع استراتيجي ليست ملحة. وتأمل إسرائيل أن تنجح حتى العام 2020 في توفير مصادر تمويل من الداخل ومن الكرماء ومن الشعور الألماني بالذنب، لشراء الغواصة السادسة. حتى ذلك الحين سيبقى أسطول الغواصات ذراعاً للردع، ولو غير مكتمل، ويستخدم في مهمات استخباراتية وعمليات سرية أخرى. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2291