بين عرعرة ورام الله نافذة فرص
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

•1- عندما ظهر رئيس الحكومة في شارع ديزنغوف في نهاية يوم السبت قبل أسبوعين [إثر الهجوم المسلح الذي قام به نشأت ملحم من قرية عرعرة]، بلور أساليب تعاطي الجمهور من الأغلبية اليهودية والأقلية العربية مع الهجوم وانعكاساته، واختار ربط الحادث بمسألة علاقة سلوك الأقلية العربية في الدولة وأعطاه طابعاً تأسيسياً. وقد شمل جميع المواطنين العرب وجعلهم شركاء في ما حدث، وشكك بولاء العرب في إسرائيل للدولة. وكان مطلوباً من كل زعيم من زعماء الجمهور العربي إدانة ما حدث، وجرى الإعلان فوراً عن عملية جمع السلاح غير الشرعي المنتشر بوفرة في البلدات العربية.

•تعارض هذا التوجه مع الطريقة التي انتهجها نتنياهو في معالجة قضية الجريمة في قرية دوما. فعلى صعيد إدانة الجريمة، عزل رئيس الحكومة المنفذين اليهود الذين ارتكبوا الجريمة عن الجمهور بصورة عامة، وخاصة عن الجمهور في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وأظهر موقفه المتعاطف مع المستوطنين. واختفت هنا مسؤولية الزعامة عموماً، ولم يكن مطلوباً اتخاذ اجراءات من أجل فرض القانون والنظام في التلال [في إشارة الى شبان التلال من سكان المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية].

•إن التعميم مقابل التمييز [بين من ارتكب الهجمات وبقية السكان]، سيكون له تأثير بعيد الأمد ويمكن أن يدهورنا إلى الحضيض. فالسلاح الذي استخدمه القاتل كان مرخصاً له، ولن يمنع جمع السلاح وقوع هجمات في المستقبل. سيكون هناك دوماً سلاح في حوزة مليون ونصف مليون مواطن عربي. كما أن إقامة مراكز للشرطة في بلدات الأقلية العربية لن يفرض القانون والنظام. ومن سيشغل هذه المراكز؟ هل هم المئات أو الآلاف من رجال الشرطة العرب الذين يخدمون اليوم في جهاز الشرطة؟ أم أنهم سيعتبرون غير صالحين ونرسل عناصر شرطة يهوداً للقيام بالمهمة؟

•وهل سيبدأ الآن نزع الشرعية عن مواطنين عرب في قطاعات أخرى من  مناحي الحياة؟ على سبيل المثال، يوجد عدد غير قليل من الأطباء العرب يقومون بمهمات أساسية في الأجهزة الصحية. أحد هؤلاء الأطباء رئيس قسم لمعالجة الأورام السرطانية، وصف في بثّ مباشر الإهانات التي يتعرض لها خلال أسفاره الكثيرة إلى الخارج، خلال التدقيق الأمني في المطار، بينما هو مسؤول عن حياة مئات الإسرائيليين في المستشفى التي يعمل فيه، وهل نستبدل بعمال من الصين آلاف العمال العرب الذين يقفون على السقالات ليبنوا شققاً لليهود .

•يشعر العرب في إسرائيل في هذه الأيام بأنهم كلهم مستهدفون، وكأنهم كلهم "نشأت ملحم". ويشكل هذا المسار خطراً على نسيج العلاقات الدقيق بين المواطنين اليهود والعرب في الدولة. إن الشرطي مع مسدس ليس هو الحل للمشكلات. وبدلاً من مواصلة حملة التمييز والتهميش، حان الوقت للقيام بمبادرة تصالحية وبحوار مع الجمهور الإسرائيلي - العربي.

•2- في هذه الأيام تلاحظ تحولات في السلطة الفلسطينية وفي غزة. [في الضفة] اقتربت نهاية حكم أبو مازن الذي خصص جزءاً من جهوده في الأشهر الأخيرة للقضاء على خصومه السياسيين في الداخل. لقد أصبح رئيس السلطة شخصية معزولة، مرهقة ومشغولة بصورة أساسية بالدفاع عن بقائها.

•في مطلع كانون الأول/ ديسمبر زار رئيس الحكومة السابق سلام فياض، غزة. وجرى وصف الزياره بأنها "خاصة". تولى فياض رئاسة الحكومة طوال ستة أعوام، وخلال حكمه أنشئت الأجهزة الأمنية للسلطة التي تحافظ على بقاء السلطة، وفي أحيان كثيرة ينسق مع إسرائيل في أمور حيوية. وفياض شخصية تعرفها إسرائيل، وثمة شائعات في الساحة الدولية تتحدث عن أنه على وشك إجراء حوار مع "حماس" بشأن مستقبل السلطة.

•هل فياض الموثوق به يفهم واقع شعبه أكثر من سائر الإسرائيليين الذين يراقبون ما يجري من الخارج؟ وهل سيتيح مسعى فياض فرصة لإسرائيل كي تفحص سياستها حيال يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة معاً، بدلاً من معالجة أمور كل واحدة منهما على حدة؟

 

•يبدو أن "حماس" أنهت جزءاً من عملية إعادة بناء الأنفاق، وإسرائيل بالطبع مستعدة لجولة قتال رابعة خلال أقل من عشر سنوات. فهل هذا حكم القدر؟ وهل ما لا يُحل بالقوة يُحل بالمزيد من القوة فقط؟

 

 

المزيد ضمن العدد 2291