•خلال السنة الأخيرة تميزت الحدود الإسرائيلية - المصرية بهدوء متوتر. لكن ثمة خطر آخذ في الازدياد في المنطقة الصحراوية، أدرك الجيش الإسرائيلي أنه يمكن أن يؤثر مباشرة في المستقبل على إسرائيل عامة وعلى سكان المستوطنات القريبة من السياج الحدودي خاصة. أكثر من مرة في اليوم تُشاهد في الجانب الثاني من الحدود القذائف وتُسمع أصوات انفجارات ضخمة وإطلاق نار من جراء الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد تنظيم داعش في سيناء. وعلى خلفية التخوف من أن توجّه النيران في مرحلة معينة إلى إسرائيل، أجرى الجيش انقلاباً أمنياً على طول الحدود، يكشف عن عناصره الأساسية للمرة الأولى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.
•في أعقاب التخوف من توجيه تنظيم داعش نيرانه باتجاه إسرائيل، غيرت قيادة المنطقة الجنوبية خططها القتالية ثلاث مرات، وطورتها بما يتلاءم مع الخطر. على صعيد إعداد المقاتلين مثلاً، حتى الآن جرى إعداد الجنود لمواجهة جيش، لكن الآن يجري تكييف التدريبات مع التشديد على القتال في المناطق المبنية، والتدرب على التصدي لتسلل خلايا [إرهابية] إلى الخيم البلاستيكية للمزارعين في المستوطنات المحاذية للجدار، ومن بينها كادش برنيع، ونيتسانا، وبار ملكا وغيرها. وزاد عديد القوات في هذه المستوطنات، وصنعت من أجلهم سترات واقية جديدة تتلاءم مع التهديد.
•كما جرت زيادة حجم القوات بصورة كبيرة، وتمركزت دبابات في نقاط قريبة من السياج، ونُشرت منظومة الصواريخ الموجودة في قاعدة يفتاح القريبة في المنطقة، إلى جانب القيام بتدريبات مشتركة مع سلاح الجو.
•لكن التغيير الأساسي يمكن أن نراه في المركبات التي تتنقل فيها قوات المشاة: جيبات وسيارات هامر محصنة ومجهزة بمدافع رشاشة ركبت على سقفها.
•القوة المسؤولة عن الحدود الإسرائيلية - المصرية في منطقة نيتسانا هي كتيبة هكركل بقيادة العقيد إلعاد كوهين، الذي خصص السنة الأخيرة من تدريباته لمواجهة الخطر الجديد. ويسمى هذا التغيير "تحسين مستوى الفتك".
•يقول ضابط رفيع لموقع "يديعوت أحرونوت": "باختصار، تنظيم داعش ليس موجوداً حتى الآن بالقرب من السياج الحدودي، وهو يركز قوته في القتال ضد المصريين، لكنه يفعل ذلك عن اختيار. خلال نصف السنة الأخيرة مر المصريون بعملية نضج وأدركوا أن قواعد اللعبة تغيرت. أي لا وجود بعد اليوم لقتال جيوش في مواجهة جيوش، بل مواجهة مع تنظيم ارهابي".
•وأضاف: "على خلفية القتال في منطقة سيناء، قمنا في الجيش الإسرائيلي بتحسين مستوى الفتك لدينا. وندرك نحن أيضاً أن الخطر تغير، واتخذنا خطوات تقدم رداً على الضربة التي لم توجّه إلينا بعد. وقمنا على طول 220 كيلومتراً بتحسين كبير لمنظومتنا الدفاعية قبل أن يهجم العدو علينا. وتجلى هذا التغيير على جميع الأصعدة وبصورة تتلاءم مع التهديدات. وحتى القيادات تغيرت وستكون ملائمة أكثر مع التغير الحاصل".
•وتابع يقول: "لقد تغير حجم القوات، وجرى إحكام المنظومة الدفاعية في المستوطنات، وتختلف السيناريوات والتحديات التي نضعها أمام القادة والجنود اختلافاً كلياً عمّا كان متبعاً حتى الآن. كما يجري التشديد على جهوزية المقاتلين، مثل استخدام سلاح دقيق في مواجهة مخربين والرد السريع على حادثة تسلل". وخلص إلى القول: "يتعين على التنظيمات الإرهابية أن تعلم أنها إذا وجّهت إلينا النار، فإن الردّ سيكون أكثر فتكاً بكثير مما كان عليه الأمر في السابق".