القضاء على الإرهابين اليهودي والفلسطيني يقرّب نهاية الاحتلال الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•بنيامين نتنياهو على حق - لا مجال للمقارنة بين الإرهاب الفلسطيني والإرهاب اليهودي. وهذه المقارنة باطلة لثلاثة أسباب أساسية. أولاً؛ يشكل الإرهاب الفلسطيني مكوناً متطرفاً وغير شرعي لمقاومة شرعية ومحقة للشعب الفلسطيني ضد مشروعي الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين. في المقابل، يشكل الإرهاب اليهودي مكوناً متطرفاً وغير شرعي ضمن مجمل العنف الذي تستخدمه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في إطار مشروعي الاحتلال والاستيطان غير الشرعيين وغير المحقين. 

•ثانياً؛ إن محاولات قتل يهود، بما في ذلك الهجوم على مواطنين أبرياء من كبار السن والأطفال والمصلين، يقوم بها إرهابيون فلسطينيون مع استعداد واضح في أغلب الأحيان للموت في الموقع ودفع ثمن أفعالهم. ومحظور بتاتاً تشجيع هذه الأعمال الإجرامية، ولا مجال للإعجاب بها. لكن ليس من قبيل التشجيع أو الإعجاب أن نعترف بأنه إلى جانب القدر الكبير من اليأس، يتطلب الاندفاع بسكين في مواجهة جنود مسلحين بسلاح ناري قدراً ليس أقل من الشجاعة.

•وعلى العكس من ذلك، فإن الإرهاب اليهودي، مثل قتل عائلة دوابشة في دوما، إرهاب جبان. ليس هناك طريقة أخرى لوصف أعمال من يتسللون في ظلام الليل إلى قرية واقعة تحت الاحتلال، ويشعلون النار في منزل بسكانه النائمين في أسرّتهم، ويلوذون بالفرار بسرعة نحو إخوانهم في الاحتلال [من المستوطنين]، حيث يكون في انتظارهم في أسوأ الأحوال مفاجأة غير سارة في أقبية الشاباك، نهايتها هالة قداسة دون أن يكون هناك ضرورة لموت قديسين.

•ثالثاً؛ الإرهاب الفلسطيني يعرقل مجدداً تحقيق الهدف السياسي للزعامة الحالية المعتدلة للسلطة الفلسطينية: إنهاء الاحتلال وتقسيم عادل للسيادة في البلد بين شعبين. وكما أثبتت تجربة الماضي، فإن المقاومة العنيفة للاحتلال ليست قادرة على كسر إرادة الإسرائيليين. وعلى عكس الوهم اليائس الذي ما يزال يسيطر على أجزاء من الحركة الوطنية الفلسطينية، فإن الصهيونية لا تقوم فقط على أسس كولونيالية.

•وفي مقابل ذلك، يخدم الإرهاب اليهودي جيداً الهدف السياسي للزعامة الإسرائيلية الحالية، ألا وهو المحافظة على الاحتلال وتعميقه. وفي الواقع، فعلى خلفية الفظاعة التي حدثت في دوما، تبدو حكومة اليمين المتطرف لبنيامين نتنياهو ونفتالي بنيت وإيليت شاكيد، تجسيداً للاعتدال عندما تحرص على أن تقوم بواجب إدانة الحدث، بينما يجري تصوير نظام الاحتلال الممأسس الذي يحتكر لنفسه استخدام العنف حيال السكان الخاضعين للاحتلال، على أنه قمة التمدن. 

•لكن برغم هذه الاختلافات بين الإرهابين اليهودي والفلسطيني، يمكن ملاحظة تشابه بين الظاهرتين من ناحية واحدة، هي أن القضاء على كل منهما يمكن أن يقرّب النهاية المنتظرة للمشروع المشيحاني- الكولونيالي الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

 

•وما إن ينتهي الإرهاب اليهودي، فلن يكون باستطاعة العنصرية في حكومات إسرائيل أن ترسم لنفسها صورة مزيفة بوصفها تحارب العنصرية اليهودية. وكلما ضعفت موجة الإرهاب الفلسطيني، توجهت الجهود مجدداً وبقوة أكبر نحو أفق المعركة الديبلوماسية غير العنيفة، مثل حركة المقاطعة والعقوبات من دون هوادة ضد الاحتلال. وهذا هو سبيل النضال الوحيد الذي بواسطته يمكن أن نهزم نظامي الاحتلال والاستيطان.

 

 

المزيد ضمن العدد 2285