•ألقى الأمين العام لحزب الله هذا الأسبوع لا أقل من ثلاثة خطابات تعهد فيها بالانتقام لموت سمير القنطار. بعد ظهر أمس حاول تنفيذ تعهده لكنه لحسن الحظ لم ينجح في ذلك. يستطيع حزب الله أن يقول لأنصاره إنه انتقم لاغتيال سمير القنطار وأن يجمل إعلانه الكاذب بالقول إن الهدف كان مهاجمة ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أو مسؤول رفيع في الموساد بحسب ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية. وكان في وسع إسرائيل الرد بقوة بواسطة سلاح الجو، لكنها اكتفت برد ضمن الحدود الدنيا.
•تعكس هذه الحادثة الواقع الجديد على الحدود الشمالية، فالحرب الأهلية في سورية التي تورط فيها الحزب وخسر في معاركها نحو ربع قوته العسكرية، تحد من قدرة هذا التنظيم الشيعي اللبناني على التحرك ضد إسرائيل. لقد مرت عشرة أعوام تقريباً على حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] وما يزال الردع الإسرائيلي ساري المفعول. لا يريد حزب الله الانجرار إلى مواجهة على حدود لبنان ضد إسرائيل، ولا أن يفتح جبهة ثانية إلى جانب الجبهة التي هو متورط فيها في سورية.
•لكن بحسب الصورة التي يروّجها عن نفسه، لا يستطيع الحزب أن يضبط نفسه تجاه سلسلة الضربات التي توجّهها له إسرائيل منذ بضع سنوات. وبالاستناد إلى ما ينسب إليها، وقد فتحت إسرائيل جبهة ثانية ضد حزب الله في سورية. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة هاجم سلاح الجو ما لا يقل عن عشر مرات شحنات سلاح كانت معدة لنقل صواريخ بعيدة المدى وبطاريات دفاع جوي من سورية إلى حزب الله. وقد حاول التنظيم الشيعي اللبناني بدعم من إيران الرد على ذلك بإقامة بنية تحتية في هضبة الجولان، كان من المفترض أن تكون منطقة انطلاق عمليات انتقامية ضد إسرائيل مع المحافظة على هامش إنكار. ولكن إسرائيل، بحسب ما ينسب إليها، قتلت القادة الذين كانوا مسوؤلين عن ذلك، جهاد مغنية، سمير القنطار، ومستشاريهما من الإيرانيين.
•وبرغم مخزون الحزب من الصواريخ والقذائف التي يبلغ عددها مئة ألف، فالنزف الدموي في سورية جعله تنظيماً ضعيفاً في حال دفاع عن النفس، وأصبحت قدراته في الرد على إسرائيل محدودة. وهو يفعل ذلك بمحاولات إطلاق صواريخ من سورية في اتجاه هضبة الجولان أو زرع عبوات ناسفة، أو القيام بعمليات في منطقة هاردوف [مزراع شبعا].
•وترد إسرائيل على كل محاولة من هذا النوع يقوم بها حزب الله، لكن الرد يكون مدروساً ويهدف بصورة أساسية إلى إرسال رسالة إلى الحزب والرأي العام الداخلي. وفي الواقع، لا يرغب الطرفان في الوقت الراهن بالانجرار إلى تصعيد غير مضبوط يمكن أن يخرج عن السيطرة.