•عبد المحسن حسونة (21 عاماً)، المخرب الذي نفذ يوم الاثنين هذا الأسبوع هجوم دهس بالقرب من منطقة غيشر هميتريم في القدس لديه عنوانا سكن: في الخليل والقدس. وهو يلخص قصة أغلبية المهاجمين في موجة الإرهاب الحالية: نحو 60% من المخربين الذين قاموا بهجمات في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] جاؤوا من منطقة الخليل. و75% من المخربين الذين قاموا بهجمات في إسرائيل جاؤوا من القدس الشرقية. كان حسونة من سكان المكانين، ونظراً لأنه من السكان المسجلين في القدس، فقد كان يحمل الهوية الزرقاء، وهي التي مكّنته هذا الأسبوع، مثل الـ32 مخرباً من سكان القدس الشرقية، بالتنقل في المدينة بحرية وتحويل محطة باصات أُخرى إلى ساحة هجوم دموي.
•تشبه التفاصيل الأخرى لبروفيل حسونة صفات أغلبية المهاجمين في موجة الإرهاب الأخيرة: أعزب، ليس لديه عمل منتظم، ومثل 95% من المهاجمين، هو مهاجم وحيد، ماضيه نظيف، وتأثر بالتحريض المنظم الذي يخلق دائماً "أجواء هجمات"، لكنه يعمل بصورة مستقلة، وليس تابعاً لأي تراتبية تنظيمية. وقد أحصت المؤسسة الأمنية، إلى ما قبل أسبوع، 93 شخصاً من هذا النوع من منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، إلى جانب 32 شخصاً من القدس الشرقية، وثلاثة من العرب من مواطني إسرائيل.
الفايسبوك يرث المسجد
•يوم الثلاثاء المقبل يكون قد مر 100 يوم على موجة الإرهاب الحالية. البداية كانت هجوماً بالحجارة أدى إلى مقتل ألكسندر لفلوفيتش في 14 أيلول/ سبتمبر. ومنذ ذلك الحين قُتل 22 شخصاً بينهم 20 إسرائيلياً، ومواطن أريتري ومواطن فلسطيني كانا بالصدفة في ساحة الهجمات. وجُرح 260 شخصاً، بينهم 71 تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وبليغة، و180 أصيبوا بجروح متوسطة أو طفيفة. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، فقد قُتل خلال الشهرين الأولين من موجة الإرهاب نحو 93 فلسطينياً من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] (أغلبيتهم من المخربين)، وجُرح 3700 شخص (أغلبيتهم أصيبوا خلال أعمال مخلة بالأمن، أو خلال محاولات القيام بهجمات).
•نتائج فحص بروفيل منفذي الهجمات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] خلال الشهرين الأولين للمواجهات، الذي قام به مركز المعلومات بشأن الاستخبارات والإرهاب، تدل إلى أي حد لا تشبه الموجة الحالية أي شيء عرفناه في الماضي. صحيح أن منظمات الإرهاب مثل "حماس" تحاول أن تنسب لنفسها كثيراً من الهجمات، إلا إنها حتى الآن، على الأقل، ليست جزءاً من القصة.
•علاوة على ذلك، برغم "مساهمة" وسائل التواصل الاجتماعي في التحريض والتأجيج، يتضح أن المخرب في عشرات الحوادث اتخذ قراره تقريباً بصورة فورية، أو بعد تقرير إخباري أو اشاعات عن حادثة، أو رغبة في الانتقام لموت أو جرح آخرين، أو بعد معرفته بموتهم أو اصابتهم بجروح. وهكذا يستطيع المخرب الذي يريد القيام بهجوم دهس قيادة سيارته بعد سماعه تقرير اخباري على الراديو، والتوجه نحو محطة باص ودهس يهود حتى الموت.
•لدى فحص بروفيل 59 مخرباً فلسطينياً هاجموا أو حاولوا تنفيذ 49 هجوماً في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في الشهرين الأولين للأحداث يتبين أنهم تحركوا بصورة منفردة.
•ساحات الهجوم: نحو نصف الهجمات وقعت في منطقة الخليل، ونحو 12% منها نُفذت في منطقة غوش عتسيون المتاخمة للخليل. وحدثت الأغلبية الساحقة من الهجمات على المعابر أو الحواجز.
•أهداف الهجوم: ثلثا الهجمات كانت موجهة ضد عناصر قوى الأمن الإسرائيلية: جنود، شرطة، حرس حدود وحراس. والثلث فقط كان موجهاً ضد مدنيين.
•نوع الهجمات: الأغلبية الساحقة للهجمات كانت هجمات طعن بواسطة سكاكين أو أدوات حادة (نحو 80% ونسبة مشابهة لها داخل حدود إسرائيل). وعدد قليل حوادث دهس (نحو 12%، أعلى من النسبة داخل حدود إسرائيل) وفقط نسبة ضئيلة إطلاق نار (8%). على الرغم من ذلك فإن حوادث إطلاق النار كانت الأكثر فتكاً وتسببت تقريباً بسقوط ثلث عدد القتلى في فترة الإرهاب الحالية.
•أصول المخربين: كما ذكرنا، يبرز في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] عدد المخربين الذين أصلهم من منطقة الخليل (60%)، ويبرز داخل حدود إسرائيل نسبة المخربين الذين هم من القدس الشرقية(75%). ومع ذلك فقد قام سكان من الخليل بهجمات في إسرائيل أيضاً، نحو 15% من مجموع الهجمات، كما نفذ مخربون من القدس الشرقية هجمات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] نحو10% من مجموع الهجمات.
•مصير المخربين: 60% قتلوا خلال الهجوم، و30% اعتقلوا، و10% نجحوا في الفرار.
•أعمار المهاجمين: داخل إسرائيل تبرز نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً (51% من المهاجمين، مقابل 42% ضمن حدود يهودا والسامرة). أما في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] فتبرز نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 22 وحتى 26 عاماً ( 48% مقابل 26% في إسرائيل).
•الوضع العائلي: من مجموع 59 منفذي هجمات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] 53 كانوا غير متزوجين، وستة فقط كانوا متزوجين (في تفحص منفرد لمجموع 128 مهاجماً عملوا من على طرفي الخط الأخضر حتى قبل أسبوعين يتضح أن 115 شخصاً كانوا غير متزوجين، و13 كانوا كذلك).
•المستوى التعليمي: نحو14% فقط كانوا طلاب جامعات، أما الباقون فكان مستوى تعليمهم ابتدائياً أو متوسطاً فقط.
•الماضي الأمني: الأغلبية الساحقة من منفذي الهجمات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لم تشارك في الماضي بالإرهاب أو العنف. وثلاثة فقط من هؤلاء أمضى سابقاً فترات اعتقال في السجون الإسرائيلية. ولا وجود تقريباً لعلاقة مع التنظيمات الارهابية الموجودة، ومثل هذه العلاقة تبرز بصورة أساسية في هجمات إطلاق النار، الأكثر تخطيطاً وتعقيداً.
•الدافع: يكتب العاملون في مركز المعلومات بشأن الاستخبارات والإرهاب "ما يجري هو شباب أنهوا تعليمهم المتوسط ووجدت أغلبيتهم عملاً لا يتناسب مع مؤهلاتهم أو انضموا إلى دائرة العاطلين عن العمل". ويضيف هؤلاء: "بالإضافة إلى الدوافع القومية - الدينية لهؤلاء الشباب هناك حصة كبيرة من الإحباط الشخصي، والرغبة في تخليد النفس، أو الانتقام من خلال التضحية بالنفس التي تعتبر بطولة".
•استناداً إلى خبراء المركز "فإن وزن العامل الديني في قرار هؤلاء الشباب تنفيذ هجمات ليس مرتفعاً. ويظهر فحص الصور والمواد التي وضعها جزء من منفذي الهجمات على صفحات الفيسبوك أن معظمهم كانوا منفتحين على الحياة الحديثة، وكان نمط حياتهم علمانياً، وأن القليل منهم فقط كانوا متدينين أو عبروا عن مشاعر دينية. وفي الواقع ترث وسائل التواصل الاجتماعي الدور الذي لعبه المسجد الذي كان له وظيفة مهمة في الانتفاضة الثانية بوصفه المكان الذي يؤثر في قرار تنفيذ هجمات".
•ماذا بشأن المستقبل؟ لا تتوقع مصادر أمنية في هذه المرحلة خمود موجة الإرهاب. ويتحدث البعض منهم عن ارتقائها درجة وانتقالها إلى استخدام السلاح الناري، بحيث تصبح حوادث إطلاق النار أكثر انتشاراً خصوصاً ضمن حدود يهودا والسامرة [الضفة الغربية].