يجب الاستعداد لانهيار السلطة الفلسطينية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

•لا يمكن تجاهل تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر "صبان" من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار. ويبدو أن هذا السيناريو محتمل، وينطوي على مخاطر وفرص. 

•والسؤال المطروح هو: هل دولة إسرائيل مستعدة لمثل هذا السيناريو؟ وهل يعرف اليمين الإسرائيلي كيف يرد عليه؟ وهل ندرك نحن المستوطنين إلى أين يقودنا ذلك؟ وهل حان الوقت للاستعداد له؟

•لقد قال كيري في خطابه إن البديل لخطة حل الدولتين هو الدولة الواحدة لشعبين، دولة لجميع مواطنيها. فهل هذا فعلاً هو البديل لرؤيا حل الدولتين؟ لقد حذر كيري من أن سيناريو الدولة الواحدة سيجعل إسرائيل دولة أبرتهايد. وفي المؤتمر عينه قالت هيلاري كلينتون في خطابها إن بديل أبو مازن هو تنظيم داعش. يجب ألا نترك هذه التهديدات من دون الرد عليها.

•يوضح سلوك السلطة الفلسطينية خلال أشهر انتفاضة السكاكين أنها عاجزة عن وقفها، ويبدو أيضاً أنها لا تريد أن تفعل ذلك. وأظهرت زيارة التعزية التي قام بها صائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لعائلة المخرب الفلسطيني مازن عريبه، أن مسار انهيار أو تفكك السلطة أمر لا رجعة عنه. كما أن اليأس الذي يظهره أبو مازن واستقالته المحتملة، يشيران إلى وجود احتمالات كبيرة لحدوث ذلك.

•لن يحدث هذا دفعة واحدة، لكن من المعقول افتراض أن التنسيق الأمني سيضعف. وإذا كثرت حوادث الإرهاب التي يشارك فيها عناصر من القوى الأمنية الفلسطينية، فستكون إسرائيل مجبرة على الرد عليهم. وقد يتحول ذلك إلى كرة ثلج ويدخل إلى صورة المواجهة تنظيم "فتح" المسلح الذي حتى الآن لا يقوم بهجمات من داخل مخيمات اللاجئين. وقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة شاملة، نكون نحن المستوطنين في وسطها. 

•وكلما تقدم سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية- واحتمالات حدوث ذلك كبيرة- يتعين علينا الاستعداد أمنيا،ً كما يجب أن تكون لدينا ردود سياسية. 

إن تهديد كيري من أن بديل خطة الدولتين هو دولة ثنائية القومية هو ببساطة غير صحيح. فالبديل هو حكم ذاتي عملي. ليس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحده من يعارض بشدة الدولة الثنائية القومية، إنما الجزء الأكبر من مواطني إسرائيل ضدها وأنا من بينهم. إن البديل الفعلي لهذا السيناريو هو حكم ذاتي يمنح العرب حق انتخاب مؤسساتهم، أما السكان الفلسطينيون الذين يقيمون في مناطق ج فسيحصلون بعد بدء الحكم الذاتي على حقوق أي مواطن آخر في دولة إسرائيل، وتكون قوات الأمن الإسرائيلية هي المسؤولة بصورة مطلقة عن الأمن في الحكم الذاتي. وهذا يعني أن البديل ليس أبرتهايد ولا دولة ثنائية القومية.

•إن الحجة التي تقول إن انهيار السلطة سيؤدي إلى الأبرتهايد لا أساس لها، فإسرائيل لن تقيم كانتونات ولن ترحل إليها مواطنين مثلما فعلوا في أفريقيا الجنوبية. ولن تطبق إسرائيل قط قانوناً للتمييز العنصري في أراضي دولة إسرائيل المستقلة. أما في مناطق الحكم الذاتي العربية فستكون السلطة مدنية وستمنح حقوق الفرد لجميع السكان.

•إن الرد على تخوف كلينتون من صعود تنظيم داعش هو بأن تنزع دولة إسرائيل السلاح من جميع التنظيمات الارهابية، وحتى في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية لن يسمح لقوات الشرطة سوى بحمل مسدسات، وتكون إسرائيل هي المسؤولة عن السيطرة الأمنية الكاملة ما بين البحر والنهر. 

وفي جميع الأحوال ممنوع أن تتضمن أي خطة سياسية الوهم الذي اقترحه نموذج أوسلو بأن يكون الفلسطينيون مسؤولين عن أمنهم. وللأسف، فإن بعض الضباط في الجيش ما يزالون أسرى هذه النظرة. إن كل بندقية تعطى للفلسطينيين ستوجه عاجلاً أم آجلاً نحو الإسرائيليين. 

•في الماضي قال نتنياهو في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يعارض مطالبة الفلسطينيين بالحصول على سلاح وذخيرة وقال: "يجب ألا تعطوهم طلقة واحدة أو بندقية أو وسيلة قتال، لأنها ستوجه ضد مواطني إسرائيل". صحيح أن عملية نزع سلاح التنظيمات الفلسطينية ستتضمن مواجهة غير سهلة، ومن المحتمل أن هذا سيفرض عملية "سور واق 2"، لكن مثل هذه العملية ضرورية من أجل اعادة الهدوء. 

•إن نزع سلاح السلطة الفلسطينية إذا تحقق سيناريو انهيارها، ينطوي على فرصة للدفع بعملية سياسية كبيرة مع سعي للحصول على دعم دولي تدريجي لحكم ذاتي عربي، وتحسين الاقتصاد الفلسطيني، وتحقيق خطة اليمين بتطبيق السيادة على مناطق ج. 

 

•يتعين على حكومة إسرائيل واليمين بقيادة مستوطني يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الاستعداد لمثل هذا السيناريو، والدفع نحو الحل الوحيد الممكن والمرغوب.