من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
علمت صحيفة "هآرتس" أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية ناقش خلال الاجتماع الذي عقده خلال اليومين الفائتين برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو احتمال انهيار السلطة الفلسطينية بعد فشل الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى إسرائيل ورام الله، كما ناقش المجلس كيف يجب أن تتعامل إسرائيل مع هكذا احتمال.
وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة حضرت هذا الاجتماع للصحيفة إن عدة وزراء ادعوا أن انهيار السلطة الفلسطينية من شأنه أن يخدم مصالح إسرائيل، ولذا فلا حاجة بالضرورة لمنع حدوث مثل هذا السيناريو.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] أعربوا في المقابل عن قلقهم الشديد من انهيار السلطة الفلسطينية، وأكدوا أن مثل هذا الانهيار ستترتب عليه تداعيات أمنية ومدنية خطرة للغاية.
وأوضحت هذه المصادر أن انهيار السلطة الفلسطينية قد ينجم في الوقت الحالي عن الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل وعن انخفاض الشعبية التي يتمتع بها رئيس السلطة محمود عباس إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة في المناطق الفلسطينية [المحتلة].
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة إن نتنياهو عقد هذا الاجتماع للمجلس الوزاري المصغر في إثر وصول معلومات إلى إسرائيل تفيد أن السلطة الفلسطينية تنوي القيام بخطوات جديدة في الساحة الدولية عقب فشل جهود كيري في بلورة رزمة إجراءات إسرائيلية لتهدئة الأوضاع. وبحسب هذه المعلومات تدرس السلطة الفلسطينية إمكان الدفع قدماً بقرار في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في "دولة فلسطين المحتلة".
تجدر الإشارة إلى أن عدة مسؤولين إسرائيليين كبار أكدوا أن كيري غادر القدس ورام الله وهو محبط من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكان رئيس الحكومة الذي قام بزيارة إلى الولايات المتحدة قبل زيارة كيري بنحو أسبوعين عرض على البيت الأبيض عدة خطوات قال إنه ينوي القيام بها لتهدئة الأوضاع في المناطق [المحتلة]، لكنه ما لبث أن تراجع عنها. وعلى ما يبدو هناك 3 أسباب جعلت نتنياهو يتراجع عنها أولها وأهمها هجمات باريس التي جعلت نتنياهو يعتقد أنه لن تُمارس عليه أي ضغوط دولية جادة، والسبب الثاني سلسلة العمليات "الإرهابية" التي وقعت خلال الأيام التي سبقت زيارة كيري وأدت إلى مقتل 8 إسرائيليين، والسبب الثالث يعود إلى الضغط السياسي الذي مورس على نتنياهو من جانب وزير التربية والتعليم رئيس "البيت اليهودي" نفتالي بينت لمنعه من تقديم مبادرات حُسن نية للفلسطينيين.