استراتيجية اليمين تقوم على ادعاء كاذب أن كل شيء سيكون على ما يرام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•نستطيع في النهاية تلخيص استراتيجية اليمين بهذه الكلمات: كل شيء سيكون على ما يرام. الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ثائر ضد الاحتلال الإسرائيلي؟ كل شيء سيكون على ما يرام.

•في قطاع غزة نسجن 1,8 مليون إنسان  تحول يأسهم إلى تهديد استراتيجي؟ كل شيء سيكون على ما يرام. بين البحر والنهر بدأ يبرز واقع دولة واحدة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون دولة يهودية وديمقراطية وصهيونية؟ كل شيء سيكون على ما يرام. المشروع الاستيطاني يؤدي إلى نمو قوى ظلامية تشوه الصورة الأخلاقية لدولة إسرائيل؟ كل شيء سيكون على ما يرام. في الغرب بدأوا ينظرون إلى إسرائيل كدولة أبرتهايد مثيرة للاشمئزاز؟ كل شيء سيكون على ما يرام.

•كل من يتوقع الأسوأ يُعتبر إنساناً متشائماً، وكل من يحذر من المخاطر مصاب بالقلق، وذلك لأن إله إسرائيل لا يكذب وشعبها لن يفنى، لأن كل شيء سيكون على ما يرام.

•ادعاء اليمين أن كل شيء سيكون على ما يرام له منطقه الخاص، بدليل أننا استطعنا الانتصار على الانتفاضة الأولى والثانية وما زلنا هنا. دليل آخر: دفنا اتفاق أوسلو، وخطة كلينتون، ومبادرة كيري، وما زلنا أقوياء ومزدهرين. وبرغم أننا محونا الخط الأخضر، فإن التسونامي السياسي لم يحدث، والحصار الاقتصادي لم يفرض. وبرغم أننا جلبنا مئات الآلاف إلى الهضاب [في إشارة إلى النقاط الاستيطانية غير الشرعية]، فإننا نبيع التكنولوجيا المتطورة إلى الصين، ونحن أصدقاء مع الهند، وهضبة الكابيتول [الكونغرس الأميركي] في قبضتنا.

•لكن هناك مشكلة: منطق أن كل شيء سيكون على ما يرام منطق مقامرين.  وكان هو المنطق الذي ساد السنوات التي سبقت حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]. وهذا هو منطق المراحل الأولى لحرب الجزائر، وحرب فيتنام وحرب العراق وحروب لبنان. وهذا هو المنطق الذي ساد في السنوات قبل المحرقة.

•يجب أن نفهم أنه لا شيء مضمون من دون القيام بشيء، ففي الظروف التي تعيش في ظلها إسرائيل، الخطر الذي ينطوي عليه الوضع القائم أكبر بكثير من الخطر الذي تنطوي عليه محاولة تغييره. والسبب يعود إلى أن إسرائيل تسير على طريق سيودي بها حتماً إلى الانهيار. ليس هناك قوة في العالم ستسمح لنا بمواصلة الحماقات التي نقوم بها يومياً في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

 

•ليس هناك قوة في العالم ستسمح لنا بالسيطرة على ملايين الفلسطينيين وفي الوقت عينه المحافظة على وطن إسرائيلي ينتمي إلى العالم الحر. إن مخدراً اسمه كل شيء سيكون على ما يرام،  هومخدر مُسكر حتى الثمالة، ولكنه كاذب وقاتل. ويشكل خطراً على الوجود. وعندما ندرك أن الأمور ليست على ما يرام، ولن تكون على ما يرام، نستطيع البدء بالقيام بشيء يمكن أن يمنحنا أملاً ومستقبلاً.

 

 

المزيد ضمن العدد 2261