المطلوب القضاء على تنظيم "داعش" وليس حرباً عالمية ثالثة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•إن الأحداث القاسية التي وقعت مساء يوم الجمعة في باريس من المحتمل أن تحث العالم على التحرك بصورة أكثر صرامة في مواجهة داعش. ومن المحتمل أن تؤدي إلى اتخاذ قرار باستخدام قوات برية في العراق وسورية إلى جانب القوات الكردية. لكن في أي حال، لن يكون ما سيحدث حرباً عالمية ثالثة كما يتحدث عن ذلك عدد من المعلقين.

•الحرب العالمية ظاهرة حدثت مرتين- مع فارق زمني قصير بينهما - خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتميزت بمشاركة دول عديدة من قارات مختلفة، وبتحالفات مسبقة فرضت عليها التحرك إذا تعرضت إحداها للخطر. واستمرت كل واحدة من هاتين الحربين عدة أعوام، وكان عدد الضحايا المدنيين والعسكريين فيهما غير مسبوق في التاريخ العالمي.

•هذا لم يحدث في مواجهة داعش ولن يحدث، فالتنظيم عبارة عن جماعة متطرفة لديها قاعدة جغرافية محدودة جداً في جزء من العراق وسورية، وقدرة على جذب الشباب من أماكن مختلفة من داخل العالم الإسلامي وخارجه. ويتميز هذا التنظيم بوحشيه خارجة عن المألوف، وبمهارة لا بأس بها في وسائل الاتصال الحديثة.

•لا يحظى داعش بدعم أي دولة في العالم، ولدى الحديث عن شبكة التحالفات فليس لديه أية فرصة لإقامة مثل هذه الشبكة. هو يحظى بدعم أفراد، وتنظيمات إسلامية متشددة تتخوف من منافسته. 

•إن قراراً يتخذه العالم (من خلال مجلس الأمن) بشن حرب ضد داعش سيكون- للمرة الأولى- قراراً يتخذه العالم بشن الحرب ضد كيان إرهابي. وحتى لو شاركت دول كثيرة في العالم في مثل هذه الحرب، ومن خلال التنسيق الوثيق واستغلال القدرات المختلفة للدول المتعددة، فإن هذه لن تكون حرباً عالمية (أي من نوع حرب شاملة)، بل ستكون حرباً من جانب دول في العالم ضد طرف ليس عضواً في النادي الدولي.

•سيسقط في هذه الحرب عدد غير قليل من الضحايا، لكن لن يصل إلى الملايين الذين قتلوا في الحربين العالميتين السابقتين. وقد تستمر الحرب زمناً طويلاً، لكنها لن تستغرق الوقت الذي استغرقته الحرب العالمية الأولى والثانية. وسوف تعزز القاسم المشترك للعالم البراغماتي ضد التطرف المنفلت وغير المقيد الذي يميز أنصار داعش وأشباههم. 

 

•إن كل من أمل ألا تكون مثل هذه الحرب ضرورية وأنه يجب أن تبقى حرباً محلية - مع تدخل جوي من جانب أطراف خارجية - سيكون من الصعب عليه التمسك بهذا الموقف بعد أحداث باريس. يجب القضاء على تنظيم داعش، وهذا لا يمكن أن يجري إلا عبر عملية برية مؤلمة وباهظة الثمن، لكن ضرورية. لا يمكن الاستمرار في السماح للإرهاب بتهديد العالم الحر. ومثل هذه الحرب لن تتطور إلى حرب عالمية، وثمنها سيكون أقل بكثير.

 

 

المزيد ضمن العدد 2254