•إن تحقيق الهدف الذي حدده رئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، المتمثل في "جيش قاطِع [كحد السيف]، قوي ومقاتل"، يتطلب ثورة فعلية في مفهوم تفعيل الجيش الإسرائيلي وفي هيكليته التنظيمية. وبالفعل، ليست خطة "جدعون" المتعددة السنوات، التي عرضت بالأمس [الثلاثاء] في ختام ورشة عمل لهيئة الأركان العامة على مدار يومين في قاعدة سلاح الجو "رامون"، أقل من ثورة.
•وتشمل خطة السنوات الخمس القادمة تقليصات واسعة النطاق في تشكيلات غير مقاتلة، وتعزيز القوات البرية ومنظومة "السايبر"، وتغييرات تنظيمية لافتة، وتغييراً حاسماً في نموذج الخدمة في الجيش الدائم. وتتضمن الخطة تقليص عديد قيادات الجيش بنسب تراوح بين 6% و9%. وسيجري تقليص وحدات سلاح التربية والحاخامية العسكرية بنسبة 25%، وستقلص وحدة مقتفي الأثر [من البدو العرب] بنسبة مماثلة. وسوف تُلغى 300 وظيفة سائق في الجيش الدائم. وستلغى كذلك منطقة قيادة الجبهة الداخلية، وستفكك قيادة لواء إقليمي في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي (لواء هَعَربا). أما الفرقة 162 الخاضعة حالياً لقيادة المنطقة الوسطى، فسيتم وضعها تحت إمرة قيادة المنطقة الجنوبية، وستصبح [الفرقة 162] مسؤولة عن لواء "غفعاتي".
•إن الوفر الذي ستحققه إجراءات التقليص سيخصص من أجل إنشاء ذراع "السايبر" على أن يكون قائد هذا الذراع برتبة لواء أسوة بسلاحي الجو والبحر، ومن أجل تعزيز سلاح البر في مختلف أوجه بناء القوة- التدريب، التزود بعتاد وأسلحة، وتطوير وسائل قتالية. ومنذ العام الحالي سوف تحول ميزانية إضافية تبلغ 800 مليون شيكل إلى سلاح البر. وفي إطار جهود تعزيز القوات البرية، سوف تنقل وحدات صيانة من شعبة التكنولوجيا والدعم اللوجيستي إلى مقار سلاح البر.
•وتبشر خطة"جدعون" بإحداث ثورة في كل ما يتعلق بالخدمة في الجيش الدائم. إن عدد أفراد الجيش الدائم الذي يبلغ حالياً ما يقارب 45 ألفاً، سينخفض إلى نحو 40 ألفا بحلول نهاية العام القادم. لكن عملية التغيير الأهم هي وضع نموذج جديد للخدمة في الجيش الدائم، مختلف كلياً عن النموذج الذي اقترحته اللجنة التي يرأسها اللواء (احتياط) يوحنان لوكر. فقد توصلوا في الجيش الإسرائيلي إلى استنتاج أن قرار رفع سن التقاعد تدريجياً [إطالة الخدمة] الذي استُحدث بضغط من وزارة المال، قد يتسبب بضرر يفوق الفائدة المتوخاة منه. وبحسب ما قاله ضابط كبير، "إن تحويل الجيش إلى جيش متقدم في السن يكلف مالاً أكثر ويؤدي إلى نتائج أسوأ". وبناء عليه، أعطى [رئيس هيئة الأركان العامة غادي] أيزنكوت توجيهات بخفض سن التقاعد. وكل من يصل إلى جيل التسريح سيحصل على معاش تقاعدي- وليس فقط قادة تشكيلات قتالية برتبة مقدم فما فوق، مثلما اقترح لوكر.
•وبموجب الخطة المقترحة، سوف يعتمد الجيش الإسرائيلي "بوابتين للخروج" [مخرجين للتسريح]- الأولى في عمر الـ28 عاماً، والثانية في عمر الـ35 عاماً. ومن لا يتوقع له الجيش استمرار الخدمة في صفوفه فإنه يخلع زيه العسكري. ومن يتجاوز مخرج التسريح الثاني يبقى حتى سن التقاعد.
•معظم هذه التغييرات المقترحة في الخطة حصلت على موافقة ثلاثة ضباط كبار، جميعهم من خريجي سلاح الجو: رئيس شعبة التخطيط السابق نمرود شيفر، وبديله الجديد عميكام نوركين، ورئيس شعبة القوى البشرية حجاي طوبولانسكي. وهؤلاء بلوروا ليس فقط إجراءات التقليص وإنما أيضاً المسار الجديد للجيش الدائم، الذي يبدو أكثر توازناً وملاءمة من مقترح رفيق السلاح السابق، اللواء (احتياط) يوحنان لوكر.
•وتتعلق إحدى توصيات رئيس هيئة الأركان العامة بإذاعة الجيش الإسرائيلي ("غالي تساهل"). ومثلما كشفت سابقاً جريدة "يديعوت أحرونوت"، فإن أيزنكوت مهتم بإخراج الإذاعة من صفوف الجيش. وبحسب قول ضابط كبير، "إن دور الوسيلة الإعلامية هو أن تنتقد الجيش لا أن تكون جزءاً منه". وأكد الضابط المذكور أن الأمر لا يتعلق بإغلاق إذاعة "غالي تساهل"، وإنما بوضعها تحت مسؤولية هيئة خارجية، ومن بين الإمكانيات المطروحة هناك وزارة الدفاع.
•عندما عرض على أيزنكوت منصب رئيس هيئة الأركان العامة لأول مرة قبل نحو خمسة أعوام، رفضه تحت ذريعة أن بني غانتس مناسب أكثر لهذا المنصب. فقد أراد أيزنكوت أن يصل إلى كرسي رئاسة الأركان ناضجا وجاهزا، بعد أن يكون قد أحاط، بدقته المميزة، بجميع المكونات المطلوبة للجيش الإسرائيلي في الحقبة الحالية، مع القدرة على حشد تأييد جنرالات الجيش لتغييرات بعيدة المدى كالتي اقترحت. وهذه لم يتقبلها جميع الجنرالات بسهولة، لا بل تطلب المساس بالحاخامية العسكرية، وبشعبة التربية وبإذاعة "غالي تساهل"، الكثير من الشجاعة.
•يؤيد وزير الدفاع يعلون معظم هذه القرارات بأكثريتها المطلقة، لكن هناك تبايناً في الرأي بين يعلون ورئيس الأركان بخصوص إذاعة "غالي تساهل"، إنما من غير المؤكد أن ينال يعلون هذه المرة تأييد الجمهور – وبالتأكيد لن ينال تفهم الجيش – لرغبته بالاحتفاظ بمحطة إذاعة مهما كانت جيدة، فقدت منذ فترة طويلة مسوغها العسكري، في وقت يتم إغلاق أو تقليص وحدات عسكرية.
1-تقليص عديد الوحدات
•خفض طواقم هيئات أركان القيادات وعديد الوحدات العسكرية بنسب تراوح بين 6% و9%.
•تقليص بنسبة 25% في شعبة التربية وفي الحاخامية العسكرية.
•إلغاء 300 كادر قيادي في الجيش الدائم.
•تقليص بنسبة 25% في عديد وحدة مقتفي الأثر من البدو.
2- تعزيز تشكيلات عسكرية قائمة
•زيادة كبيرة في ميزانيات القوات البرية.
•إنشاء ذراع "السايبر" تابع لهيئة الأركان العامة على أن يكون قائد ذراع "السايبر" ضابطاً برتبة لواء.
3- تغيير نموذج الجيش الدائم
•تقليص عدد أفراد الجيش الدائم إلى 40 ألفاً.
•خفض سن التسريح من الخدمة في الجيش الدائم [نظام التقاعد المبكر].
•تحديد "بوابات خروج" [مخارج تسريح] إضافية من الخدمة في الجيش الدائم في عمر الـ28 عاما والـ35 عاما. ومن لا أمل في ترقيته سيدخل في مسار التسريح المبكر.
•من ينجح في اختبار "بوابة الخروج" في عمر الـ35 عاما يبقى في الخدمة النظامية حتى يبلغ سن التقاعد.
•كل من يبلغ سن التقاعد يحصل على معاش تقاعدي- وليس فقط المقاتلون في الجيش.
4- إغلاق وحدات
•إغلاق لواء إقليمية في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي (لواء هَعَربا).
•إغلاق لواء من ألوية قيادة الجبهة الداخلية.
5- تغييرات تنظيمية
•نقل الفرقة 162 [من القيادة الوسطى] إلى القيادة الجنوبية وإخضاع لواء "غفعاتي" لقيادتها.
•توصية تقضي بإخراج إذاعة "غالي تساهل" من صفوف الجيش الإسرائيلي.
•نقل وحدات من شعبة التكنولوجيا والدعم اللوجيستي وضمها إلى أذرع القوات البرية.