من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•هل نحن حيال انتفاضة جديدة، أم أن موجة الارهاب التي انتشرت في الشوارع ليست سوى جزء من ظاهرة الجهاد العالمي؟ وهل يغير شيئاً الاسم الذي نعطيها إياه؟ في الحقيقة، فإن الاسم بحد ذاته لا يغير شيئاً، لكنه يدل على الطريقة التي نفسر فيها جذور موجة العنف الحالية، ولأن فهم هذه الموجة يمكنه أن يساعد في معالجتها بطريقة فعّالة.
•يزعم معلقون كثيرون أن نشوب العنف الحالي تعبير عن الاحباط النابع من عدم احراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ووفقاً لهذا التفسير، فإن ما يجري هو انتفاضة ثالثة من المحتمل أن تتطور وتصبح أكثر عنفاً في المستقبل إذا لم يطرأ تقدم فيما يتعلق بالمفاوضات. والاستنتاج الناتج عن هذا التشخيص هو أنه على إسرائيل اتخاذ خطوات دراماتيكية تمنح الفلسطينيين "أفقاً سياسياً" وتقدم مؤشراً على استعدادنا لتقديم تنازلات. وكما يبدو، يجب أن تشمل هذه الخطوات وقف البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، والقدس والاعتراف من جديد بحل "الدولتين".
•للفيلسوف الفرنسي المعروف هنري برنارد ليفي نظرة مختلفة. فقد كتب في جريدة "ألجماينر جورنآل" جريدة تصدر بلغة الييديش في الولايات المتحدة]: "ثمة شك كبير في أن يكون مصطلح الانتفاضة هو المناسب كي يطلق على أعمال تشبه أكثر فصلاً جديداً في الجهاد العالمي تشكل إسرائيل فصلاً واحداً فيه".
•إن الذي تسنى له مشاهدة شريط على اليوتيوب للخطبة التي ألقاها منذ وقت قصير الشيخ محمد صلاح في مسجد الأبرار في رفح سيوافق على ما يقوله ليفي.
•يبدو صلاح في الشريط وهو يحمل سكيناً ويقف أمام الميكروفون وينادي: "إخواني في الضفة الغربية اطعنوا؛ اغرسوا هذه السكين في بطن أعدائكم! قطعوا أجسادهم تقطيعاً!".
•من المحتمل ألا يكون عدد كبير من اليهود شاهد الخطبة، لكن مما لا شك فيه أن عدداً كبيراً من الفلسطينيين شاهدها.
•ومن المعقول افتراض أن بعض الذين طعنوا يهوداً في شوارع القدس عملوا بإيحاء من كلامه.
•من الواضح أن الخطيب في قطاع غزة لا يسعى إلى حل الدولتين، ومن المعقول الافتراض أن الذين استوحوا منه، أو من خطب مشابهة وخرجوا لطعن يهود لم يفعلوا ذلك بعدما فقدوا الأمل في رؤية نجاح الاتصالات السياسية التي أجراها جون كيري.
•وحتى من المحتمل أن الوضع القائم في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] ليس موجوداً على رأس اهتماماتهم. فإذا كان الأمر هكذا، من المحتمل جداً أن يكون ليفي محقاً. فما رأيناه في شوارع القدس في الأيام والأسابيع الأخيرة هو فقط فصل جديد في موجة الارهاب الإسلامي المتطرف الذي يعم العالم كله. ومصدر وحيه هو المشاهد المرعبة لقطع الرؤوس التي يقوم بها تنظيم داعش في سورية والعراق. والظاهر أن حمَلة السكاكين في الخليل يحنّون إلى "الأيام الحلوة" في 1929، عندما قام آباؤهم بذبح أفراد الجالية اليهودية في البلدة بالسكاكين والفؤوس. لا يمكن التصالح مع هؤلاء الارهابيين الذين هدفهم قتل الكفار: اليهود و"الصليبيين".
•إن المساعي التي بذلت كي تثبت أن الوضع القائم في جبل الهيكل لم يتغير لا تهمهم تقريباً. وتركيب كاميرات هناك لن يرضيهم. هم مقتنعون بأنه ليس فقط ممنوعاً على اليهود الصلاة في جبل الهيكل، بل ممنوع عليهم كذلك الوجود هناك وعلى هذه الأرض بأكلمها.
•من المحتمل أن يؤدي تجدد المفاوضات مع محمود عباس إلى بعث السرور في قلب كيري، وأن يخفف قليلاً من الضغوط التي تُمارس على ملك الأردن، لكن ذلك لن يرضي الذين يحملون السكاكين في الشوراع. والرد عليهم متشابه في العالم، أيْ عملٌ فعالٌ للشرطة ويقظة دائمة من جانب الجمهور. ومن حسن الحظ أن إسرائيل متفوقة في هذين المجالين.