من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إن مفتي القدس الحاج أمين الحسيني هو الذي أوحى إلى هتلر بفكرة إبادة يهود أوروبا، خطأ مطلق. وكنا ننتظر كلاماً أكثر اتزاناً من ابن مؤرخ بارز.
•الصحيح أنه في الثلاثينيات [من القرن الماضي] عمل النازيون على طرد يهود ألمانيا، ومن بعدهم يهود النمسا وتشيكيا، ولكن في ذلك الوقت لم تكن هناك اتصالات بين المفتي والنخبة الأيديولوجية النازية.
•مما لا شك فيه أن المفتي كان معادياً متطرفاً للسامية، وتحول إلى مؤيد متحمس للنازييين. بعد فراره سنة 1937 من فلسطين إلى لبنان ومن هناك إلى العراق- حيث كان بين المحرضين على اليهود- وصل المفتي إلى ألمانيا من طريق إيطاليا سنة 1941. واستخدمه النازيون في دعايتهم الموجهة إلى الشرق الأوسط، ومن أجــل تشـــكيل وحـدة عسـكرية مسـلمة فــي البلقـان في إطار الـ إس.إس. [قوات العاصفة النازية] كما نشط المفتي على صعيد منع خروج أطفال يهود يحملون تصاريح دخول رسمية إلى فلسطين من هنغاريا، وأيد تأييداً مطلقاً قتل اليهود، لكن لم يكن له أي تأثير في السياسة الألمانية.
•التقى الحاج أمين الحسيني هتلر مرة واحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1941. وخلال الحديث لم يقترح على هتلر شيئاً، فهتلر هو الذي تحدث وحدّد السياسة الألمانية. ورداً على سؤال المفتي ماذا سيحدث ليهود العالم بعد انتصار ألمانيا - بقوله، إنه يفهم أن ألمانيا ستلغي الوطن اليهودي في فلسطين - أجاب هتلر أنه في البداية سيتوجه إلى جميع دول أوروبا، ومن هناك إلى دول العالم، ويطلب منهم أن يعالجوا موضوع اليهود مثلما يعالجه الألمان في أوروبا.
•وكان ذلك بعد بدء عملية الإبادة - مع اجتياح الألمان للاتحاد السوفياتي في حزيران/يونيو 1941، أي قبل نصف سنة من هذا الحديث. لم يكن هتلر بحاجة إلى زعيم عربي كي يقترح "الحل النهائي".
•استخدام المحرقة من جانب السياسيين عندنا لأغراض راهنة يقلل من مسؤولية النازيين وهتلر تحديداً، ويشكل تحقيراً لذكرى المحرقة. ويبدو أنه حتى عندما لا تخدم الخلفية التاريخية التحريض السياسي، فإن هؤلاء السياسيين يلفقون "حقائق" وأكاذيب.
•غن ذكرى الملايين من القتلى هي قبل كل شيء، ومن دون شك، موضوع يهودي، لكن المحرقة أصبحت بصورة كبيرة ومتعاظمة موضوعاً إنسانياً شاملاً. إن ما يحدث هنا هو إنكار للمحرقة كما حدثت بالفعل، وتشويه لحقيقة معروفة ليس لدى المؤرخين المحترفين فحسب، بل لدى أجزاء لا يستهان بها من الجمهور في إسرائيل وفي الخارج.
•إن ذكرى المحرقة التي هي صدمة مستمرة وصعبة لليهود في إسرائيل وخارجها وليس لهم فقط، تُحقر اليوم من أجل دعاية مرفوضة ولا تساعد. ليس بهذه الطريقة نتذكر المحرقة.