•موجة الإرهاب الحالية التي مست الشعور بالأمان لدى المواطنين، أفرزت واقعاً لم يكن أحد يتخيله قبل الآن. ونتيجة إرادة السياسيين في طمأنة الجمهور، يقوم الجنود الموكل إليهم تدريب الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي بحماية المواصلات العامة في إسرائيل.
•وإلى أن يجري إعداد الحراس المناسبين، فإن مهمة حماية المواصلات العامة في القدس أوكلت إلى الجيش الإسرائيلي، وخاصة إلى مقاتلي الوحدات الخاصة المسموح لهم بحمل المسدسات. وهكذا بدلاً من التدرب على العمليات الخاصة المقبلة، هم منهمكون في حراسة الحافلات. صحيح أن هذه مهمة أساسية على الصعيد الوطني، لكن من الواضح أنها ليست مهمتهم. ففي دولة طبيعية الذين يقومون بهذه المهمة حراس مدنيون لديهم الكفاءة المناسبة.
•ليس أكيداً أن الجمهور يعرف الآن من يحمي الحافلات، لكن هذا ليس سوى النزر القليل من الضرر الذي لحق بتدريبات الجيش في الأسابيع الأخيرة. ففي الواقع الجديد يقوم الجنود بحماية المراكز التجارية، وتوقفت التدريبات في قواعد المجندين الجدد وأسندت إلى الجنود مهمة الدعم. وأضيفت ست فرق من سلاح المشاة إلى قيادة المنطقة الوسطى التي أصبح حجم قواتها يوازي حجم قوات قيادة المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية معاً.
•لم تحظ موجة العنف الحالية باسم أو تعريف مهني، لكن من الواضح جداً أنها تعرقل قيام الجيش الإسرائيلي بمهماته المعتادة التي هدفها رفع الجهوزية لمواجة حرب محتملة. لقد أعطى رئيس الأركان تعليماته بالاستعداد لمواجهة طويلة الأمد، وتقليص الضرر في التدريبات والاعداد حتى لو كان الثمن دعوة الاحتياطيين في مطلع السنة المقبلة من أجل ردم الثغرات.
•إيزنكوت الذي يضع منذ تسلمه منصبه الاستعداد للحرب في رأس سلم أولويات الجيش، لا يستطع الاستمرار فترة زمنية طويلة في دعم القوات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وفي دعم شرطة إسرائيل من قواعد التدريب، من دون إلحاق الضرر بالتدريبات. وتعليماته هي أنه يجب الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد، لذا بدأوا يفكرون في الجيش فيما سيتعين عليهم فعله ويستعدون لليوم الذي سيضطرون فيه إلى استدعاء الاحتياطيين من أجل السماح للقوات النظامية بالتدرب. ولا يجري الحديث عن الأسابيع القريبة المقبلة بل عن بداية سنة 2016، حين لن يكون هناك مفر من تغيير الخطة وإدخال الاحتياطيين إلى العمليات التي تجري في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
•خلال السنة الأخيرة حرص الجيش على الامتناع عن استدعاء الاحتياطيين، سواء بسبب التكلفة المالية أو بسبب أن الجيش يفضل لهم أن يتدرب. وقد قال اللواء أيزنكوت: "الاستعداد له الأولية"، لكن هذه الفترة أدت إلى إضعاف الجيش.
•بالأمس سجلت منطقتان للعمليات: الأولى في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وسط الخليل حيث وقعت ثلاث هجمات طعن ودهس (في غوش عتسيون). ومنطقة الخليل على عادتها تستيقظ متأخرة، لكنها على صلة وثيقة بما يحدث في القدس وهذا يحولها إلى مركز مهم للاحتكاك. الثانية في قطاع غزة، حيث أسفرت عملية خاصة شارك فيها سلاح البحر والشاباك عن القضاء على خلية قناصة تابعة لـ"حماس" أظهرت قدرة عالية ونجحت في اصابة ضابط كبير في المنطقة. وقد عملت الخلية تحت غطاء التظاهرات التي جرت بالقرب من السياج الحدودي، واعتبر القضاء على هذه الخلية نجاحاً عسكرياً.
•لكن يجب الانتباه إلى أن هذا الحادث يمكن أن يغير قواعد اللعبة التي جرت المحافظة عليها بالقرب من السياج منذ عملية الجرف الصامد.