العرب في إسرائيل أمام الاختبار
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•التطرف والجنون اللذان سيطرا على المجتمع الفلسطيني وتسبّبا بهذه الموجة من الهجمات، أديا أيضاً إلى نمو أعشاب ضارة على هامش المجتمع العربي في إسرائيل. ويتحمل ممثلو الجمهور العربي في إسرائيل جزءاً من صب الزيت على النار، وثمة مواطنون عرباً، يجب أن نذكر أنهم أفراد، تحركوا وخرجوا إلى الشوارع من أجل قتل يهود. وهكذا أحدث التحريض أثره ولم يعد يقتصر على الخط الأخضر.

•وفي الواقع، هناك رغبة وسط أغلبية الجمهور العربي عبّر عنها بوضوح رئيس بلدية الناصرة علي سلام، لكبح التدهور والعودة إلى التعقل. ففي نهاية الأمر هنا ليس يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أو غزة، حيث يحتضن المجتمع الفلسطيني بحرارة المهاجمين حتى لو كانوا أولاداً.

•وبرغم ذلك، فهذا وقت اختبار وهذا وقت مصيري بالنسبة للعرب في إسرائيل. لكن هذه المرة ليس المطروح هو الاختيار بين دولتهم وشعبهم، بل وحتى ليس الاختيار سياسي بين معارضة سياسة حكومة إسرائيل ودعم مواقف السلطة [الفلسطينية]. إن الخيار الذي يواجهه العرب في إسرائيل هو هل يجب المضيّ وراء موجة التطرف والجنون الذي لا يسيطر فقط على المجتمع الفلسطيني بل يسود جميع أنحاء الشرق الأوسط، أو البقاء مغروسين في عالم التعقل والانفتاح. 

•فيما يتعلق بهذا الموضوع يجب ألا نقع في الخطأ. هناك خط مباشر – من الجنون الديني والتحريض – يربط بين الأولاد الذين نشاهدهم في أشرطة داعش وأولاد فلسطينيين يقومون بقتل أولاد يهود من أبناء جيلهم ويموتون فداء لله. إن عطش المتعصبين للدم سيضر مستقبلاً بالعرب أنفسهم أكثر مما سيضر باليهود، لأن ولداً في الـ13 من عمره يبدأ بقتل أولاد يهود سيستمر وينتهي به الأمر إلى قتل أبناء شعبه. هذا ما جرى في أحداث الثورة العربية في الثلاثينيات التي كانت موجهة ضد اليهود وأدت إلى تدمير المجتمع العربي في أرض إسرائيل. 

 

•من الصعب أن نتوقع من أعضاء الكنيست العرب قيادة حكيمة ومسؤولة في هذه الأيام، لكن نأمل أن يبرز وسط القيادة المحلية العربية من يوقف التحريض والتطرف، ويعيد المجتمع العربي إلى رشده قبل وقوع الكارثة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2232