•درجت والدتي الراحلة في فترة طفولتي على أن تقول لي بالييدش "أنت تتحدث إلى الحائط". وهذا هو حال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وهو، عندما سيلقي خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيتحدث عن إيران بعد توقيع الاتفاق النووي، وربما سيحاول أن يوضح إلى أي حد ضلل الإيرانيون الدول العظمى التي وقفت بالصف لتوقع الاتفاق معهم. سيتحدث نتنياهو ويحذر، وربما سيحاول أن يخيف الإيرانيين، لكن كما كانت أمي الراحلة تقول سيكون كمن يتحدث إلى الحائط. ليس هذا فقط لأن أغلبية العرب وعدد كبير من الدول الأخرى ستصوت ضد إسرائيل بغض النظر عن أي شيء، بل لأن الموضوع الإيراني يبدو لهم كأنه غاب في هوة النسيان. ففي ديناميكية العمل السياسية والاعلامي يبدو الاتفاق مع إيران جزءاً من حروب هحشمونائيم، بينما العالم أصبح مشغولاً بموضوعات أخرى. وحقيقة أن رئيس حكومة إسرائيل يحذر ويكشف عن وقائع جديدة لا تهم مندوبي الأمم المتحدة في الجمعية العامة. فمصالح هذه الدول والكتل هي التي تقرر مدى الاهتمام والرغبة في العمل أو عدم العمل لأي شي ونقيضه.
•سيسبق خطاب أبو مازن خطاب نتنياهو هذا المساء. لكن في استطاعة رئيس السلطة الفلسطينية أن يتلو دليل هاتف حي بروكينغز أو لوائح الطعام في مطاعم نيويورك وأن يحظى بتأييد أغلبية أعضاء الجمعية العمومية. والأنكى من ذلك أنه منذ اليوم سيرفرف العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، وهذا إنجاز سياسي لا بأس به للفلسطينيين.
•نتنياهو كعادته سيلقي خطاباً سيحظى بتقدير كبير، فلغته الإنكليزية ممتازة وتناسب العروض في قاعة الجمعية. والوفد الإسرائيلي سيرد بالتصفيق الحاد. لكن الخطاب سيكون مجرد خطاب آخر يطلق إلى الفضاء.