كلام بوتين يلمح إلى أن الوجود الروسي سيقيّد حرية التحرك الإسرائيلي في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك فجر أمس (الثلاثاء)، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه حيال الهجمات الإسرائيلية على سورية. ويبدو أن الرئيس الروسي لم يقصد بذلك إطلاق القذائف الإسرائيلية في مطلع هذا الأسبوع في هضبة الجولان حين هاجم الجيش الإسرائيلي موقعين لمدفعية الجيش السوري رداً على "انزلاق" قذائف من المعارك الدائرة بين هذا الجيش والمتمردين إلى داخل أراضي إسرائيل. فكلام بوتين كان يرمي إلى ما هو أوسع وموجهاً ضد سلسلة الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل داخل الأراضي السورية التي وقعت خلال العامين ونصف العام الأخيرة وتجاوز عددها العشرة. وهذا دليل على أنه برغم مساعي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في لقائه مع بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، فإن روسيا مصممة على خلق وقائع جديدة في سورية، وبذلك تقييد حرية التحرك الإسرائيلي في الأجواء السورية.

•بالأمس قال وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون إن إسرائيل لا تنسق تحركاتها في الشمال مع روسيا، وأضاف: "لدينا مصالح، وعندما تصبح هذه المصالح في خطر فإننا سنتحرك وسنواصل التحرك، وقد أوضحنا ذلك لرئيس روسيا". وتابع: "لا ننوي التخلي عن قدرتنا في الدفاع عن مصالحنا، وأقترح ألا يجربنا أحد. سنواصل الدفاع عن خطوطنا الحمراء".

•الطائرات الحربية الروسية التي نشرت مطلع هذا الشهر شمال غرب سورية لم تشارك بعد بصورة فاعلة في هجمات جوية مهمة ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش. والطواقم الروسية الجوية منشغلة حالياً في دراسة الساحة السورية وفي جمع المعلومات الاستخباراتية وتدريب جهاز القيادة والتحكم الذي أقيم في قاعدة عسكرية بالقرب من اللاذقية في منطقة خاضعة لسيطرة نظام الأسد. وفي الوقت عينه جرى نشر بطاريات دفاع جوي في القاعدة، وفي هذه المرحلة لم يُسجل اي احتكاك للروس مع أسلحة الجو الأخرى التي تنشط في المنطقة. 

•في مطلع هذا الأسبوع كشف بوتين في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي. بي. أس" أنه في هذه المرحلة لا توجد نية لإشراك جنود روس في القتال البري في سورية. ووفقاً لتقارير مختلفة فقد أرسل الروس نحو 500 جندي إلى اللاذقية يشكلون غطاء لوجستياً للنشاط الجوي، وسيتركز عملهم في الدفاع عن القاعدة الجوية. 

•ثمة انطباع في إسرائيل ودول غربية تتابع من كثب ما يجري في سورية، أنه طالما اقتصر التحرك الروسي على الهجمات الجوية من دون استخدام قوات برية، فإن فائدته العسكرية في الحرب ضد داعش ستكون محدودة. فالإنجازات في الحرب ضد التنظيم سُجلت في أماكن جرى فيها الجمع بين هجمات جوية واستخدام قوات برية مثل هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق سورية، مدعومة بعمليات برية نفذتها القوات الكردية.

•في مطلع هذا الأسبوع سقطت قذائف مدفعية أطلقها الجيش السوري مرتين في اتجاه مناطق مفتوحة في الجانب الإسرائيلي من هضبة الجولان من طريق الخطأ. وتجدد القتال بين الجيش السوري والمتمردين في الأيام الأخيرة إلى الشمال الشرقي من بلدة القنيطرة وحول المناطق الأخيرة التي ما يزال النظام السوري يسيطر عليها بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وتدور المعارك حول خط من المواقع التي تفصل بين منطقة القنيطرة وقرية الخضر وجبل الشيخ السوري المتصل بواسطة ممر ضيق بالعاصمة دمشق.

 

•يتخوف النظام السوري من محاولة المتمردين قطع هذا الممر ومنع التواصل الجغرافي للنظام من الحدود في اتجاه دمشق، وبذلك ينشأ تواصل جغرافي خاص بالمتمردين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم جنوبي العاصمة. وعلى هذه الخلفية يستعد الجيش السوري لخوض معارك صد في الأيام المقبلة على طول هذه المواقع، وتحركات الطرفين ليست موجهة ضد إسرائيل.