الهجرة اليهودية إلى إسرائيل تدعو إلى التفاؤل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني

•يعتقد كثيرون أن الهجرة إلى إسرائيل تتأثر بصورة أساسية بالظروف السياسية والاقتصادية. ويستخدم كثيرون هذا الرأي أساساً لاقتراحات من أجل تحسين الوضع السياسي لإسرائيل (من طريق الدفع قدماً بعملية السلام مع الفلسطينيين على سبيل المثال)، أو للدعوة إلى إصلاحات اقتصادية بعيدة الأمد تضع إسرائيل على قدم المساواة مع الاقتصادات القوية في الغرب.

•في مطلع سنة 1988 اصطدمت للمرة الأولى مع هذه النظرة عندما حذّرت يتسحاق شامير وشمعون بيرس من أن موجة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفياتي ستتحقق وهي قادمة، وأن إسرائيل ليست مستعدة لمواجهتها. قال لي شامير يومها إنه لا يتوقع موجة كبيرة من الهجرة، لأنه عندما ستفتح أبواب الاتحاد السوفياتي فإن اليهود سيفضلون الهجرة إلى الولايات المتحدة حيث الامكانات الاقتصادية جذابة أكثر. وحتى بيرس ادعى أن اليهود لن يسارعوا إلى الهجرة إلى البلد إذا لم نتوصل إلى سلام بيننا وبين جيراننا.

•في نهاية العام 1988 أزيلت الحواجز من أمام اليهود في الاتحاد السوفياتي المنهار، والبقية معروفة، أكثر من مليون مهاجر جاؤوا إلى البلد خلال ذلك العقد وساهموا في إغناء الدولة والمجتمع على جميع الصعد.

•حتى اليوم هناك من يعتقد أن تحقيق السلام والطفرة الاقتصادية يمكنهما دفع جموع المهاجرين للمجيء إلى إسرائيل. وأنا أقول فوراً وعلناً إنه لا شك في أن السلام هدف استراتيجي مهم جداً. وبرغم أنني شهدت منذ هجرتي إلى إسرائيل ارتفاعاً مدهشاً في إنجازات الاقتصاد الإسرائيلي، فإنه من الواضح تماماً أننا بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية في مجالات عديدة. نحن جميعا نفرح بإنجازات دولة إسرائيل في مجالي السياسة والاقتصاد، لكن ليس هذا هو المحرك الأساسي الذي يدفع يهود الشتات إلى اختيار الهجرة إلى إسرائيل.

•إذا نظرنا إلى الأرقام في السنوات الأخيرة، نرى أنه في سنة 2012 وقبل نشوب الاضطرابات الكبيرة في الشرق الأوسط، هاجر إلى إسرائيل نحو 19.300 شخص. أما في سنة 2014 فهاجر 26.400 شخص، ومعدلات الزيادة في الهجرة استمرت هذه السنة أيضاً. وفي تقديرنا في الوكالة اليهودية أنه في نهاية 2015 سنصل إلى 30.000 مهاجر. يجري هذا تزامناً مع التوتر السائد في جزء من الدول المجاورة لنا وغير المجاورة، وفي وقت تنشط فيه تنظيمات الإرهاب على جزء من حدودنا، واضطرار إسرائيل من فترة إلى أخرى الى خوض عملية عسكرية ضد مطلقي الصواريخ في الشمال أو الجنوب.

•برغم هذا الوضع المقلق، يبدو أن الإسرائيليين لم يفقدوا ثقتهم في المستقبل. ففي استطلاع للرأي أجرته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD سنة 2013، حلت إسرائيل في المرتبة الثامنة بالنسبة لشعور مواطنيها بالسعادة، برغم الضائقة الاقتصادية. وفي استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (2012)، قال 76% من الإسرائيليين إنهم متفائلون حيال مستقبل الدولة.

•ويتجلى هذا التفاؤل في النظرة للمستقبل من خلال زيادة معدلات الولادة الواضحة لدى السكان اليهود (في حين يدل التوجه المعاكس لدى السكان المسلمين إلى ارتفاع في مستوى معيشتهم).

 

•إن المزيد من المهاجرين يصلون إلى هنا ليس لأنهم لا يملكون خياراً آخر، بل باختيار واع منهم وبعد التخلي عن خيارات مغرية كانت في متناول يدهم. إنها هجرة اختيارية. وعندما أسألهم لماذا اختاروا الهجرة إلى إسرائيل تحديداً يجيبون بأنهم اختاروا ما يعطي حياتهم معنى. فنحن نسمح لهم بتحقيق المعنى اليهودي لحياتهم بطريقة حرة ومستقلة، وهذا يجذبهم أكثر من الحياة التي تسنتد إلى القيم المادية فقط.

___________

    يهمل شارانسكي الإشارة إلى أن توجه اليهود السوفيات إلى إسرائيل وقتها كان بسبب إغلاق الولايات المتحدة الأبوا ب في وجههم لدفعهم إلى التوجه نحو إسرائيل. (المحررة)