•ذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان وزعه أمس على الصحافيين لدى عودته من لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه جرى الاتفاق على آلية تنسيق من أجل منع وقوع اشتباك أو سوء تفاهم بين الجيش الإسرائيلي وقوات الجيش الروسي المنتشرة في سورية. وسوف يصار إلى تطبيق آلية التنسيق هذه بعد الاجتماع الذي يعقده مندوبون كبار عن الجيشين بعد أسبوعين لبلورة هذا الاتفاق. ومن المفترض أن تشمل هذه الآلية النشاطات الجوية والبحرية ومنظومات الدفاع الجوي والصاروخي.
•لكن لم يصدر عن الكرملين ما يؤكد كلام نتنياهو، ولا تقارير في الصحافة الروسية في هذا الشأن. وحتى لو أنه بالفعل جرى التوصل إلى تنسيق مفصل يمنع خطر أن يجد طيارون من إسرائيل وروسيا أنفسهم في مواجهة جوية فوق الأراضي السورية، فإنه لا يمكن اعتبار ذلك بمثابة إنجاز بالنسبة لإسرائيل، بل هو العكس.
•طوال سنوات قبل الحرب الأهلية في سورية، كانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تتحرك، بالاستناد إلى تقارير أجنبية، من دون أي عائق في سماء سورية. وخلال العقد الأخير هاجم سلاح الجو علناً أهدافاً إرهابية، كما تحدثت تقارير عن تحليق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق قصر الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وبلغت الأمور الذروة مع تدمير المفاعل النووي هناك [في دير الزور أيلول/سبتمبر 2007]. ومنذ نشوب الحرب الأهلية وبالاستناد إلى تقارير أجنبية، تكاثرت هجمات سلاح الجو على سورية، وسُجلت عشر هجمات على الأقل ضد شحنات سلاح تابعة لحزب الله.
•كانت العمليات المنسوبة إلى سلاح الجو في أجواء سورية تجري حتى الآن وفقاً لمعلومات استخباراتية وإمكانات عملانية من دون الحاجة إلى التنسيق مع أي طرف. لكن من الآن وصاعداً ستحتاج إسرائيل إلى تنسيق عملياتها الجوية مسبقاً مع الروس، وهذه الحقيقة بحد ذاتها دليل على أن حرية التحرك الإسرائيلي أصبحت مقيدة.
•مرة أخرى تتعلم إسرائيل حدود القوة العسكرية عندما تقف في مواجهتها قوة عالمية لديها مصالح واضحة في الشرق الأوسط. لكن برغم ذلك، فإن التنسيق أفضل من التعرض لخطر مواجهة على أراضي الحليفة الوحيدة التي بقيت لروسيا في المنطقة.