من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لا يمكن الاستخفاف بالخطورة المميتة لشيء ما يُلقى على سيارة أو على سائقها أو ركابها أثناء سيرها مسرعة، فرشق حجر على زجاج سيارة أوقع ضحايا في الفترة الأخيرة هذا الأسبوع. ومن يتعرض للتهديد إلى حدّ تعريض حياته للخطر من حقه أن يدافع عن نفسه، وقوات الشرطة والجيش ليست فقط مخولة بل ملزمة بالعمل من أجل تقليص الخطر.
•كل هذا مفروغ منه تلقائياً ولا حاجة للاستطراد في الحديث عنه. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراءه، بما في ذلك الاثنان اللذان يتنافسان على الصدارة، مثل وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، ووزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيل كاتس، يبالغون جداً في ما يقترحونه. فنرى هذا يتحدث عن "تغيير السياسة" من خلال التوجه إلى المستشار القانوني للحكومة من أجل إبداء مرونة في أوامر فتح النار، وذاك يطالب باشتراط ترفيع القضاة إلى مراتب قضائية أعلى من خلال إثبات جدارتهم بتشددهم في أحكامهم ضد راشقي الحجارة.
•ليس القتلة والمغتصبون أو تجار المخدرات أو السياسيون الفاسدون هم الذين استفزوا غضب إردان، بل راشقو الحجارة فقط. وعندما استمع إردان إلى الرد الحاد لرئيسة المحكمة العليا مريم ناؤور بحكم منصبها كرئيسة للسلطة القضائية، تجرأ أكثر وادّعى أن على القضاة أن يكونوا أكثر إصغاء لإرادة الشعب.
•يحاول نتنياهو وإردان وشركاؤهما التغطية على عجزهم بالديماغوجية الصاخبة. فثمة أسباب كثيرة للاحتجاج الشعبي الفلسطيني من بينها إصرار حكومة نتنياهو على إغلاق أي أفق سياسي. لا يمكن لإسرائيل القبول بالعنف ضد مواطنيها وجنودها، لكن ليست الحجارة هي التي تقتل بل من يستخدمها للرجم والرشق والاعتداء على المارة. وحتى لو استيقظت القدس غداً واكتشفت بين ليلة وضحاها أن جميع الحجارة اختفت من طرقاتها، وأنه على حواجز الطرق التي وضعت على مداخلها سيحرص مئات الحراس على التأكد من عدم إدخال قطعة حجارة واحدة ولا حتى حصى صغيرة إلى العاصمة، فإن العنف لن يختفي بل فقط سيتحول نحو وسائل أخرى.
•ليس في استطاعة المستشار القانوني والمحاكم إرضاء نتنياهو. من المسموح العمل ضد الذين يعرضون حياة الناس للخطر الآن. لكن أي فعل متأخر، أو عقاب غير متوازن يبقى ممنوعاً. لكن ليس هذا ما يهم نتنياهو، بل الكلام الفارغ وتحويل الانتباه.