من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•مرّ شهر ونصف الشهر على الهجوم المجرم على منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما، وعلى الرغم من ذلك ليس لدى أذرع الأمن أي خيط بشأن مرتكبيه. وهذا وضع غير معقول وغير محتمل. وكلما مر الوقت تعاظم الإحساس بأن الأذرع الأمنية وعلى رأسها الشاباك، لا تفعل ما فيه الكفاية من أجل إلقاء القبض على القتلة الذين ما يزالون يتجولون أحراراً يستخفون بالسلطات ويستعدون لتنفيذ المزيد من الجرائم المخيفة.
•إن إلقاء القبض على قتلة أبناء عائلة الدوابشة الثلاثة، بعد تشييع الأم ريهام أول من أمس، التي توفيت بعد ابنها علي وزوجها سعد، ليس مثل البحث عن إبرة في كومة قش، إذ يمكن الافتراض بمعقولية غير قليلة أن القتلة جاؤوا من إحدى البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة حول سهل شيلو. وفي جميع الأحوال، فإن السكان الذين تحوم حولهم الشبهات والذين منهم يأتي الحارقون والمشاغبون السابقون عددهم ليس كبيراً، وليس من الصعب تحديد طبيعتهم.
•من المعروف أن الشاباك ممتاز في القبض على الارهابيين الفلسطينيين، وهو لا يمكن الآن أن يعفي نفسه وينفض يديه ويدعي أنه غير قادر على القبض على منفذي هذه الجريمة النكراء.
•يكفي أن نذكّر كيف تصرف الشاباك والجيش والشرطة بعد خطف تلامذة اليشيفا الثلاثة قبل أكثر من عام، حتى عندما كان واضحاً أنهم قتلوا. فخلال حملة "عودة الإخوة" اجتاح آلاف الجنود الضفة الغربية واعتقلوا نحو 400 فلسطيني، بينهم نواب في البرلمان لم يكن لهم أي صلة بعملية القتل. وحلت نهاية القتلة الثلاثة بسرعة وجرت تصفيتهم.
•لقد تصرفت إسرائيل حينها بوحشية، لكنها أثبتت أن مصير كل مخرب فلسطيني السجن أو القتل. إن عبء البرهان بأن إسرائيل لا تنتهج سياسة تمييز ضد منفذي جرائم بشعة وفقاً لانتمائهم القومي ملقى اليوم على عاتق الجهات التي تقوم بالتحقيق والحكومة التي توجههم. وكلما استمر الوضع الذي يبقى فيه مرتكبو الجريمة الثلاثية في دوما أحراراً، فلا يمكن التخلص من الإحساس بأن ما يجري ليس عجزاً محتماً.
•يتعين على رئيس الحكومة ووزير الدفاع دعوة رؤساء الأذرع الأمنية إلى الاجتماع والتوضيح لهم أن القبض على هؤلاء القتلة هو في طليعة الأولويات، وأنه يجب تخصيص جميع الموارد المطلوبة. وإذا لم يفعلا ذلك، فإن التنديدات بالجريمة التي سمعناها من جميع الأطياف السياسية ستبقى كلاماً فارغاً.
•إن الأشخاص الذين أحرقوا عائلة كاملة، وحكموا على طفل واحد في الخامسة من عمره بالبقاء على قيد الحياة يتيماً، هم أناس خطرون للغاية ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على مواطني دولة إسرائيل كذلك.