100 يوم على حكومة نتنياهو
المصدر

•قبل أقل من أسبوع مرّ 100 يوم على تشكيل الحكومة. 100 يوم من السير إلى اللامكان، و100 يوم في الحكم. وما حصلنا عليه صفر أمن، وصفر مبادرة سياسية، وصفر في محاربة غلاء المعيشة وفي محاربة غلاء المساكن، صفر في مواجهة إيران، وصفر في خطة الغاز وصفر في المحافظة على الديمقراطية. 

•عندما هاجمتُ نتنياهو كمرشح لتشكيل الحكومة قالوا لي "أعطه فرصة". والآن مع اقتراب الأيام الصعبة ويوم الغفران يجب أن نجري الحساب. 

•بعد مرور أكثر من 100 يوم في الحكم، لم يحقق نتنياهو الأمن. لا يوجد مخطط للغاز، وما يوجد كان من الأفضل ألا يكون موجوداً، ونحن بالتأكيد سنصوت ضده وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل إسقاطه عندما سيطرح على التصويت يوم الاثنين. هناك ميزانية للدولة من دون رؤيا، ومن دون بشرى سارة، ومن دون أمل ومن دون أي أفق للتغيير بالنسبة لشباب دولة إسرائيل وللعائلات العاملة، ولمئات الآلاف من الأولاد الجائعين والمسنين الذين يعيشون في فقر مدقع. وفور تقديم الميزانية لإقرارها في الكنيست من جانب وزير المال كحلون، اعتليت المنصة وقلت له ولرئيس الحكومة إنهما باعانا جميعاً. وسألتهما هل هذا هو الأمل الذي وعدا به مواطني إسرائيل؟ وهل هذه هي الميزانية التي من أجلها ذهبوا إلى الانتخابات؟ 

•حتى في المسألة الإيرانية فشل نتنياهو في مساعيه. وبرغم اعتقادي أن الاتفاق خطر ويمكن أن يمنح الشرعية لمملكة الإرهاب الإيرانية ويسمح لها بالتحول إلى دولة على عتبة النووي، فإن الطريقة التي اختارها نتنياهو لمحاربة الاتفاق فشلت. وحان الأوان اليوم للتخلي عن المشاجرة العلنية مع الولايات المتحدة، والذهاب إلى المكتب البيضاوي [في البيت الأبيض] وإجراء نقاش عميق وجدّي مثلما يجري داخل عائلة واحدة، وأن نبني في المنطقة منظومة رادعة وكابحة في مواجهة إيران، من شأنها تحسين علاقاتنا الاستراتيجية والأمنية والسياسية والاستخباراتية مع الولايات المتحدة.

•يتعين علينا أن نتحدث بصوت قوي عن المخاطر التي ينطوي عليها هذا الاتفاق على أمننا القومي. لكن من واجبنا أيضاً السعي إلى التحاور مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى الرد الأفضل على هذه المخاطر. وفي النهاية عندما ستتحقق هذه المخاطر من غيرها سنطلب المساعدة منه؟ فمن هنا يتعين علينا السعي إلى ترسيخ التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة بدلاً من إضعافه، لأن  هذا التحالف جزء من قوة الردع لدولتنا. 

•ثمة نجاح واحد واضح حققته حكومة نتنياهو خلال الـ100 يوم من عملها، هو نجاحها في قمع وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ وتهديد حرية الصحافة في التعبير، وإساءة التعامل مع العاملين في الإذاعات. لن نقبل بهذا الهجوم الوحشي على الديمقراطية وسنقاومه بجميع الوسائل المتوفرة لدينا.

•لقد أثار كلامي في نهاية الأسبوع واليوم بشأن موضوع اللاجئين من سورية عاصفة كبيرة. تتواصل الحرب الأهلية السورية منذ بضع سنوات وقد تسببت بكارثة إنسانية مروّعة. لا يمكن ومن غير المسموح به أن نتجاهل هذه المعاناة الفظيعة. لا يستطيع اليهود أن يكونوا غير مبالين حيال تدفق مئات الآلاف على أبواب أوروبا بحثاً عن شاطئ أمان. ونحن نعرف أكثر من الجميع خطورة صمت شعوب العالم، وأقترح على جميع المنافقين الذين علت أصواتهم منذ يوم أمس أن يتذكروا أن مناحم بيغن سمح بدخول مئات اللاجئين الفيتناميين إلى إسرائيل؛ كما أذكّر بالعريضة التي وقعها رئيس المعارضة سنة 2007 (وكان هو بنيامين نتنياهو لمن نسي)، وجاء فيها أنه يحق للاجئين الذين أتوا إلى هنا من السودان أن ندافع عنهم، وأن تقديم ملجأ لهم واجب أخلاقي بالنسبة لتاريخ الشعب اليهودي وقيم الديمقراطية والإنسانية.

•منذ نشوب الحرب الأهلية في سورية وأنا أدعو إلى بلورة موقف أخلاقي إسرائيلي فيما يتعلق بما يحدث وراء الحدود. تحدثت يوم الجمعة مع كمال لوباني وهو مناضل من أجل الحرية في المنفى، وأحد الزعماء البارزين في المعارضة السورية من الذين حافظت على علاقة معهم منذ بدء الحرب الأهلية في سورية. لقد طالب باسم المعارضة السورية بعقد مؤتمر دولي طارئ للبحث في مشكلة الأزمة الحادة في سورية. وأنا أوافقه الرأي وأعتقد أن على إسرائيل أن تكون جزءاً من هذا المؤتمر في الوقت الذي تواصل فيه القيام بخطواتها الإنسانية حيال اللاجئين، وعليها أن تدرس دخول مراقَب ومحدود لهؤلاء اللاجئين إلى أراضيها.

 

•لقد هوجمت بعنف من جانب وزراء الليكود إليكن وليفين وكاتس ومن جانب رئيس الحكومة أيضاً، ربما نسي هؤلاء ماذا يعني أن تكون يهودياً، لاجئاً ومضطهداً.