رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مرة أخرى ادعاء أن إسرائيل لا تعمل ما فيه الكفاية لمساعدة سكان الدول المجاورة وتخفيف معاناتهم، وأكد أن إسرائيل كانت أول دولة هبّت لمساعدة جرحى الحرب الأهلية الدائرة في سورية وأقامت لهذا الغرض مستشفى ميدانياً في منطقة الحدود بين الدولتين [في هضبة الجولان].
وأضاف نتنياهو خلال اجتماع عقده مع مجموعة من نشطاء حزب الليكود الليلة الماضية، أن إسرائيل دولة صغيرة وليست قارة ضخمة وهي تساهم في هذا المجال لكن يتعين عليها الدفاع عن حدودها، وأشار إلى أنه بدأت أمس (الأحد) أعمال إقامة سياج أمني جديد على طول منطقة الحدود مع الأردن على غرار السياج الأمني الذي أقيم على طول منطقة الحدود مع مصر.
في غضون ذلك قالت مصادر حكومية أردنية إن السياج الذي شرعت إسرائيل ببنائه أمس على طول منطقة الحدود الجنوبية مع الأردن يقع داخل الأراضي الإسرائيلية ولا يمس السيادة الأردنية بأي حال من الأحوال.
وأكدت هذه المصادر في تصريحات خاصة أدلت بها إلى صحيفة "الغد" الأردنية، موقف الأردن القاضي بأن كامل أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أراض محتلة وجزء من الدولة الفلسطينية العتيدة.
وكان نتنياهو أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية صباح أمس، أن إسرائيل ليست غير مبالية بالمأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون والأفارقة وأشار إلى قيامها بتقديم علاج طبي لنحو 1000 جريح سوري أصيبوا في المعارك الدائرة في سورية ومساعدتهم على ترميم حياتهم.
وفي الوقت عينه شدّد نتنياهو على أن إسرائيل دولة صغيرة جداً ولا تمتلك عمقاً ديموغرافياً وجغرافياً، ولذا عليها أن تسيطر على حدودها في مواجهة المتسللين غير الشرعيين الباحثين عن العمل والإرهابيين، وهذا ما فعلته على حدودها مع سيناء حيث أوقفت التسلل من هناك.
وأشار رئيس الحكومة إلى بدء أعمال إقامة سياج أمني في منطقة الحدود الشرقية [مع الأردن] وإلى أنه في المرحلة الأولى سيُقام جدار يمتد من منطقة تمناع إلى مدينة إيلات من أجل الدفاع عن المطار الذي يتم إنشاؤه هناك ومن ثم سيستمر العمل ليمتد السياج إلى هضبة الجولان حيث جرى إقامة سياج أمني قوي.
وقال نتنياهو: "إننا لا ننتظر، وبقدر الإمكان سنحيط إسرائيل بأسيجة أمنية وبحواجز مما سيسمح لنا بالسيطرة على حدودنا. لن نسمح بإغراق إسرائيل بالمتسللين والمهاجرين الباحثين عن العمل والإرهابيين".
من ناحية أخرى، قال رئيس الحكومة إنه في نهاية الأسبوع الفائت كادت تقع عملية قتل متعمد [لينش] بحق مجموعة من المصلين اليهود في مدينة الخليل، وأكد أن التحريض الفلسطيني المستمر دون هوادة هو الذي هيأ الأجواء التي تشجع على قتل اليهود والإسرائيليين. وأضاف أنه لحسن حظ هؤلاء الإسرائيليين كان هناك عدد من الفلسطينيين قاموا بعمل إنساني وأنقذوا حياتهم. وقال إنه يقدّر ذلك لكنه في الوقت ذاته يدعو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى وقف هذا التحريض وإلى إدانة هذه العملية والعمل ضدها.
وشدّد نتنياهو على أن الحكومة ستفعل كل شيء من أجل ضمان وصول اليهود إلى أي مكان وخصوصاً أضرحة الآباء.