من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في الحملة التي يشنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واللوبي الموالي لإسرائيل، إيباك من أجل إقناع يهود الولايات المتحدة برفع صوتهم ضد الاتفاق النووي مع إيران، يعتبر يتسحاق هيرتسوغ سلاحاً استراتيجياً. ففي النقاشات المحتدمة التي تجري في هذه الأيام داخل المنظمات الوطنية والاتحادات المحلية والمراكز الاجتماعية وفي الكُنس، يستخدم معارضو الاتفاق اسم هيرتسوغ من أجل التشكيك في دوافع مؤيدي الاتفاق وولائهم ويتساءلون: "كيف يمكن أن يدافع يهودي جيد عن اتفاق أوباما، في حين يقف ضده هيرتسوغ وسائر الإسرائيليين"؟
•في المواجهة المشحونة التي تقسم يهود الولايات المتحدة حالياً، جميع الوسائل مشروعة، وجميع الأسلحة تستخدم. المتبرعون يتصارعون مع النشطاء، والحاخامون مع المصلين، واليمين مع اليسار، والمحافظون مع الليبراليين، وأغلبيتهم إذا لم يكن كلهم يفعلون ذلك تحت عنوان محبة إسرائيل. وكل عريضة جرى الرد عليها بعريضة معارضة، وكل قرار جرى الرد عليه باحتجاج. وفي مواجهة الـ340 حاخاماً الذين وجهوا هذا الأسبوع نداء يدعو إلى دعم الاتفاق، يجري الآن تنظيم مجموعة معارضة مكونة من حاخامين آخرين في أغلبيتهم من الأرثوذوكسيين.
•وكلما مر الوقت تزداد اللهجات حدة وتتراكم المرارات. وإذا كان الاتفاق جيداً كما تصوره الإدارة، أو سيئاً كما يزعم معارضوه، فإن الضحية الأولى له هو الجالية اليهودية في الولايات المتحدة التي تعاني انقساماً لم تشهد مثله منذ سنوات وتتعرض لتسليط الضوء عليها بصورة مزعجة. فبعد إعلان السيناتور الديمقراطي روبرت مندينيز معارضته للاتفاق، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ادعاءات تقول إنه جرى "شراؤه" من جانب اللوبي كي ينضم إلى زميله اليهودي تشاك شومر الذي أعلن معارضته للاتفاق هو كذلك.
•بعدها يأتي المتحدثون بلسان اليمين الذين يبالغون في الادعاءات التي تثار على الهامش بشأن "الولاء المزدوج" لليهود، ويحاولون تحميل الرئيس أوباما المسؤولية، وهم يحاولون بذلك إسكات النقد المشروع الموجه إلى اللوبي [اليهودي] الذي ينشط ضدها، وفي الوقت عينه إقناع اليهود بالتخلي عن ولائهم التاريخي للديمقراطيين.
•على المستوى الوطني، فإن منظمة غيباك هي التي تحدد اللهجة، وأغلبية المنظمات المعروفة مثل "اللجنة اليهودية - الأميركية" و"عصبة مناهضة التشهير" تسير ورءاها. وحدها منظمة "جي ستريت" وتنظيمات صغيرة تقف ضدها. ويتعرض زعماء المنظمات لضغوط كبيرة من جانب الجهات المانحة المحافظة التي صوتها أقوى ووزنها المالي أكبر. وهم يتخوفون من أن التنكر لقرار إيباك سيجعلهم، في أفضل الحالات، غير ذوي أهمية في المأساة التاريخية الكبرى، أو، في أسوأ الحالات أن يظهروا كمن غرز سكيناً في ظهر إسرائيل، أو كمن صمت في أوقات الشدائد كما صمت أهلهم في فترة المحرقة النازية.
•لكن المعركة الأكثر تشويقاً هي التي تجري وسط 151 اتحاداً يهودياً موزعة على طول الولايات المتحدة وعرضها. فقد درجت هذه الاتحادات حتى الآن على الابتعاد عن السياسة والتركيز على حاجات الجالية اليهودية وتقديم المساعدات لإسرائيل. ويثير دخول هذه الاتحادات إلى ساحة الخلاف الاستياء والاضطراب حتى وسط جزء من معارضي الاتفاق. فالعديد من الاعضاء الكبار في هذه الاتحادات هم أيضاً أعضاء في إيباك التي تحرص على التحقق كل بضعة أيام من خلال إجراء أحاديث معهم من واشنطن بشأن نجاحهم في تعبئة زملائهم لتصعيد الاحتجاج. ويشتكي عدد من هؤلاء في أحاديث خاصة من ضغوط لاذعة تُمارس مباشرة عليهم من مكتب رئيس الحكومة في القدس. وحتى الآن أعلن 18 اتحاداً فقط معارضتهم للاتفاق، ولكن بينها اتحادات كبيرة مثل اتحاد لوس أنجلوس وبوسطن وشيكاغو. أما الاتحاد الأغنى فهو اتحاد نيويورك، وهو يفضل الوقوف على الحياد.
•من الصعب أن نحدد بدقة الوجهة التي يميل إليها الرأي العام اليهودي، فالاستطلاع الأكثر موثوقية جرى فور توقيع الاتفاق النووي من جانب البروفسور ستيفان كوهين وأظهر وجود دعم للاتفاق. ومنذ ذلك الحين نشرت استطلاعات أخرى أقل موثوقية أشارت إلى انجراف لجهة المعارضين، وهذا ربما نتيجة الـ40 مليون دولار التي توظفها إيباك وآخرون في مساعي الإقناع والعلاقات العامة. ويبدو أنه في أوساط اليهود في الولايات المتحدة، مثل إخوانهم في إسرائيل، يتغلب الخوف لديهم على الأمل.
•إن العديد من اليهود البارزين على جانبي المتراس يشعرون بالأسى، ويقفون عاجزين في مواجهة الزلزال الذي يحدث حولهم، لكنهم يدركون أن الضرر الذي سيخلفه وراءه لا عودة عنه. ويشعر الكثيرون بالإحباط لأن إسرائيل تضعف الجالية وتفتتها في حرب شاملة فرص نجاحها ضعيفة سلفاً.
•بعد بضعة أشهر سيطلب نتنياهو من الجالية محاربة حركة المقاطعة، وبالاستناد إلى يهودي رفيع، فإنه سيجد نفسه مفتقراً إلى اليهود الذين ابتعدوا عنه، وإلى الموارد التي بُددت، وإلى الإرادة الحسنة التي تبددت في صراع غير مجد.