أسباب نشر الاستراتيجية الجديدة للجيش الإسرائيلي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•الوثيقة التي نشرها الجيش الإسرائيلي بعنوان "استراتيجية الجيش الإسرائيلي" هي بمثابة معلم في تاريخ الأمن القومي لدولة إسرائيل. فللمرة الأولى يحدد الجيش الإسرائيلي لنفسه عقيدة أمنية شاملة يستخلص منها الطريقة التي سيعمل فيها خلال الأوقات العادية وأوقات الطوارئ والحرب. والمهم أن هذه الوثيقة تتوجه إلى الجيش وإلى المستوى السياسي وتوضح له التالي: هذا ما تستطيع أن تطلب من الجيش أن يفعله، وهذا ما سنقدمه رداً على طلبك. لكن يتعين على المستوى السياسي أي رئيس الحكومة والمجلس الأمني المصغر، أن يحددا لنا بدقة أهداف استخدام القوة العسكرية، وما هي الأمور التي سيضطر لمراعاتها والقيود التي ستفرض على الجيش لدى استخدام هذه القوة، وما هي بالضبط النتيجة المطلوبة. 

•لم يسبق أن حدث مثل هذا الأمر أبداً، وللمرة الأولى يقول الجيش للمستوى السياسي ما المطلوب منه كي يستطيع أن يعمل بفاعلية. ويمكن افتراض أن رئيس الحكومة وكذلك بصورة خاصة وزير الدفاع، وافقا على كل نقطة وفاصلة في الوثيقة الاستراتيجية للجيش قبل أن تعلن رئاسة الأركان العامة أنها وثيقة ملزمة وتنشرها كاملة أمام الجمهور.

•إن وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي هي أقرب ما يكون لصياغة العقيدة الأمنية والعسكرية لدولة إسرائيل، وهذا ما حيل دونه لأسباب سياسية سنوات كثيرة. فعلى سبيل المثال في مقدمة الوثيقة يحدد الجيش أهدافه القومية ومبادئ عقيدته للأمن القومي بصورة تشبه المبادئ التي وضعتها لجنة مريدور سنة 2006 والتي عينها وزير الدفاع السابق يتسحاق مردخاي، وعملت وناقشت وصاغت لكن نتائجها لم تنشر قط ولا حتى أمام أعضاء الكنيست.

•ما الذي دفع رئيس الأركان العامة بدعم من وزير الدفاع يعلون إلى القيام بهذه الخطوة التاريخية؟ الجواب هو حرب لبنان الثانية و"الجرف الصامد". ففي هاتين الحربين حدثت إخفاقات مصدرها عدم الوضوح في تحديد أهداف الحرب، وفي تحديد ما هو الحسم، والنصر، وإلى ماذا يجب أن نتطلع، وما هو توزيع المهمات بين المستويين السياسي والعسكري.

•تقدم وثيقة "استراتيجية الجيش الإسرائيلي" جواباً على هذا كله. فقد قيل بوضوح مثلا إن باستطاعة المستوى السياسي أن يعرض على الجيش نوعين من المطالب بشأن محاربة عدو غير دولتي مثل "حماس" وحزب الله وداعش هما: 1- حسم عسكري كامل وواضح ضد التنظيم العسكري المواجه؛ أو 2- إلحاق ضربة محدودة ومعينة بالخصم. 

•في الجرف الصامد طالب المستوى السياسي بإلحاق ضربة محدودة بالخصم من دون إخضاعه. لذا من المهم للجيش أن يوضح أن أحد أهداف الوثيقة الاستراتيجية هي منع الانتقادات التي تأتي بعد جولة القتال المقبلة. وفي الواقع يوضح رئيس الأركان العامة في هذه الوثيقة التالي: سأقوم بكل ما يطلب مني المستوى السياسي أن أفعله. وفي الوقت عينه يوضح بالتفصيل بنداً بنداً ما المطلوب من المستوى السياسي أن يفعله كي تستطيع القيادة العسكرية أن تقدم له النتيجة المرغوبة.

 

•السبب الثاني لنشر "استراتيجية الجيش الإسرائيلي" هو التنسيق مع الجمهور الإسرائيلي. فالحرب في المرحلة الحالية ضد أعداء لا دولتيين تفرض أن يفهم الجمهور أن الجيش ليس قادراً على فعل كل شيء لأنه يعمل ضمن إطار من القيود مثل الحاجة إلى الحصول على شرعية دولية، والحاجة إلى التحرك وسط السكان المدنيين من دون أن يعامَل الجنود الإسرائيليون وقادتهم كمجرمي حرب، ومن دون أن تتوقف الحرب بسبب نقص في الموارد. باختصار، للمرة الأولى يحدد رئيس الأركان العامة لنفسه ولقادة الجيش وللسياسيين ما هي حدود القوة العسكرية وماذا يمكن أن نفعل بها. وهذه الوثيقة موجهة إلى أعضاء المجلس الوزاري السياسي مثلما هي موجهة إلى الجمهور الإسرائيلي عامة. وهي أيضاً موجهة إلى أعداء دولة إسرائيل على اختلاف أنواعهم.

 

 

المزيد ضمن العدد 2193