•أقيم التنظيم السري الذي يحمل اسم "خلاص إسرائيل – منظمة المدافعين عن يهودا" في منتصف السبعينيات من القرن الماضي على يد يوئيل ليرنر، وكان هدفه المعلن استبدال الحكم في إسرائيل بسلطة تطبق مبادئ الشريعة اليهودية. وبلغ عدد أفراد التنظيم حينها 45 شخصاً وخطط لـ13 هجوماً كان يجب أن تنفذ خلال 40 يوماً. وكانت العملية الأخيرة المخطط لها في اليوم الأربعين، تفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف.
•يشك جهاز الشاباك في أن لهذا التنظيم ورثة اليوم، على الأقل على الصعيد الإيديولوجي، من الذين إلى جانب كلامهم عن "الانتقام" و"الردع" ووقوفهم وراء إحراق المساجد والكنائس ومنازل الفلسطينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، هم انقلابيون جدد. ويضاف إلى جانب دافعهم التقليدي: "جباية الثمن" أي ردع الحكومة عن إخلاء وهدم منازل في البؤر الاستيطانية والمستوطنات، أيديولوجيا وضعت هدفاً لها إقامة حكم جديد ملكي - شرعي [وفقاً للهلاخاه او الشريعة اليهودية] حيث المسجد الأقصى هو أحد الاهداف الأساسية لهذه المجموعة.
•إن الدلائل التي تشير إلى هذا التوجه الانقلابي المنظم واضحة أمام أعين الجميع، أيضاً من دون أن يكون لها علاقة بالجرائم التي تحدث على الأرض. وتحاول الأجهزة الأمنية الآن ليس فقط تقديم أدلة كافية للمحاكم يمكن بواسطتها تجريم المتهمين بهذه الأعمال، الأمر الذي يلاقون صعوبة فيه، بل هي تحاول أيضاً العثور على أدلة تثبت وجود ترابط بين منفذي الجرائم والإيديولوجيا الانقلابية. ومن بين الوثائق التي قد تسمح لهم بذلك ما كتبه موشيه أورباخ، أحد المتهمين الأساسيين في "عصابة الكنائس" الوثيقة التي نشرت قبل أيام.
•تتألف الوثيقة من خمس صفحات تحمل عنوان "مملكة الظلم" وهي لا تكتفي بتقديم تفاصيل تتعلق بطريقة إحراق المنازل، أو السبل التي تمنع سكان المنزل المحترق من الهرب منه (مثل وضع إطارات مشتعلة أمام باب المنزل)، بل تعنى أيضاً بأهداف أساسية أخرى مثل تعيين ملك، وبناء الهيكل المقدس، واقتلاع العمال الأجانب وطرد الأغيار. كتب أورباخ: "حتى الكنائس والأديرة غريبة عنا ولا مكان لها في أرضنا المقدسة والطاهرة، ومن واجبنا الديني أن نزيلها من العالم".
•لكن الانقلابي الأكبر الذي تكشف كتاباته كل شيء هو الناشط اليميني المتطرف مئير إتينغر الذي أوقف وجرى التحقيق معه سابقاُ وأعيد توقيفه هذا الأسبوع. وإتينغر هو حفيد زعيم "كاخ" الحاخام مئير كاهانا الذي قُتل قبل 25 سنة على يد فلسطيني في نيويورك. وقد ولد بعد سنة من الاغتيال وترعرع في القدس، لكنه انتقل للعيش عندما أصبح فتى في إحدى البؤر الاستيطانية في يهودا (غفعات رونين) في يهودا [الضفة الغربية] وفي (رامات ميغرون).
•وأورباخ وإتينغر ليسا وحيدين، ففي تقدير الشاباك أن "توائمهم" من حيث الفكر وأشباههم هم الذين يقفون وراء إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوبي الخليل يوم الجمعة الماضي، ووراء سلسلة من الهجمات المشابهة التي وقعت في السنوات الأخيرة والتي بمعجزة لم تتسبب بنتائج مشابهة.
•وبالاستناد إلى أرقام قدمها الشاباك إلى صحيفة "يسرائيل الأسبوعية" قبل بضعة أيام، فمنذ بداية 2012 حتى الثلث الثاني من 2015، وقع 62 "هجوماً عنيفاً" ضد عرب يشك في أنها من عمل يهود متطرفين.