يهود الولايات المتحدة في خدمة نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لقد أعلن بنيامين نتنياهو الجهاد ضد رئيس الولايات المتحدة والاتفاق النووي، وبلغ هذا الجهاد ذروته الأسبوع الماضي. لا مجال لأن نتوقع منه أن يجري حساباً للنفس بشأن الهزيمة وانعكاساتها لأنه لا يعترف بمصطلح حساب النفس ولا بفكرة تحمل مسؤولية. لكن ثمة مجال بالتأكيد كي نقترح على يهود أميركا والتنظيمات التي تمثلهم العودة إلى أنفسهم وإجراء عملية محاسبة عميقة للنفس. وحتى لو كانت نياتهم حسنة، فهي تقودهم مرة أخرى إلى مكان معروف جيداً.

•من الصعب المبالغة في وقاحة نتنياهو المفرطة في الخطاب الذي بثه عبر الإنترنت من مكتبه وعلم إسرائيل وراءه ودعا فيه يهود أميركا إلى التوحد ضد الاتفاق النووي "بغض النظر عن انتمائهم السياسي". ومن الصعب أكثر أن نفهم كيف أن هؤلاء الزعماء الذين يمثلون يهود أميركا لم يدركوا خطر الفخ الذي ينصبه نتنياهو لهم، بغض النظر عن انتمائهم السياسي. وكانت الذروة في اللقاء السوريالي الذي جمع أكثر من 20 زعيماً يهودياً مع الرئيس باراك أوباما وجو بايدن. لا أذكر لقاء جمع رئيساً أميركياً ونائبه مع ممثلي زعماء أميركيين من أصل ألماني للبحث في علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، أو حديثاً بين رئيس أميركي ورجال أعمال أميركيين - يابانيين قبل إقرار اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة واليابان.

•ليس من الواضح من يمثل هؤلاء الزعماء اليهود في المكتب البيضاوي. هم لا يمثلونني بالتأكيد ولا يمثلون نصف الإسرائيليين الذين لا يرغبون بنتنياهو رئيساً للحكومة. وفي جميع الأحوال ليس  في إمكانهم أن يمثلوا المصلحة الإسرائيلية. هم ربما يتبرعون بسخاء للشركات الإسرائيلية، ويرسلون أبناءهم وأحفادهم لقضاء أسبوع صهيوني حماسي ضمن برنامج "تاغليت" [بالإنكليزية birthright Israel جمعية تثقيفية هدفها محاربة ظاهرة الاندماج لدى أبناء الجيل الشاب من اليهود]، لكن لا هم ولا رعيّتهم يعيشون في إسرائيل. وفي الحقيقة لا يمكنهم ادعاء أنهم يمثلون مواطنين أميركيين من أصل يهودي، لأن المشكلة المطروحة على الطاولة هي انعكاسات الاتفاق النووي على إسرائيل. ومعنى هذا أن فرضية العمل هي وجود مصلحة واضحة وبارزة للشعب اليهودي في حد ذاته، وهذه المصلحة هي فقط مصلحة إسرائيلية.

•لكن مجاملات نتنياهو ودعواته الفاجرة طمست الحدود مرة أخرى. ولم يعد واضحاً من هو فرع لمن، وهل يتعين على يهود أميركا أن يتصرفوا بوصفهم فرعاً لإسرائيل في أكبر دولة في العالم؟ أم أن إسرائيل هي فرع – بمثابة حاملة طائرات للشعب اليهودي تبحر في بحر هائج بعيداً عن الشرق الأوسط. الخياران سيئان ومشوهان، وهذه اللعبة تعيد يهود أميركا إلى المنطقة الضبابية للازدواجية في الولاء.

•حان الوقت كي يفكر يهود أميركا بالرسالة الضارة الناتجة عن الفخ الذي يجرهم إليه نتنياهو مرة أخرى.

•في اللقاء مع الرئيس أوباما كان حاضراً أيضاً إيب فوكسمان رئيس جمعية "مكافحة التشهير". ألم يخطر في باله أن تحركاته وتحركات الذين حوله بشأن الاتفاق النووي يمكن أن تعزز الروايات المعادية للسامية التقليدية من نوع بروتوكولات صهيون؟