إسرائيل في مواجهة ظاهرة الجهاد اليهودي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•هناك قاسم مشترك وحيد واضح بين حادثة الطعن التي حدثت خلال مسيرة المثليين، وإحراق طفل فلسطيني، وإحراق كنيسة الخبز والسمك قبل بضعة أسابيع. فهذه الحوادث لم تكن جرائم كراهية، بل هي إرهاب ديني - خلاصي قامت به مجموعة تعتبر أنها تنفذ مشيئة الله. بكلمات بسيطة، هذا جهاد يهودي يشبه في أدق تفاصيله الجهاد الإسلامي، لكنه لحسن الحظ ليس ظاهرة جماهيرية مثل تلك الموجودة حالياً في المنطقة وأوروبا.

•يتعين علينا أن نفهم أن ما يجري لا يتعلق بمجموعة مجانين، فأغلبية الإرهابيين اليهود عاقلين وأذكياء ومن الصعب محاكمتهم لأنهم يعرفون كيف يخفون الأدلة مثل الشبكة السرية اليهودية في مطلع الثمانينيات. المشكلة أنهم أذكياء وحاذقون، وليس هناك أدلة كافية لمنعهم من القيام بالإرهاب من خلال وضعهم وراء القضبان.

•كما أن أجهزة تطبيق القانون في إسرائيل والكنيست والمحاكم مذنبة. فلو كانت الإجراءات التي تطبق على الإرهابيين اليهود مثل التي تطبق على الإرهابيين العرب، لكان من الممكن منع العديد من عمليات القتل والتحريض وأعمال الشغب التي ازدادت بوتيرة سريعة أخيراً.

•لو طُبق على "مجرمي" جباية الثمن الاعتقال الإداري لمدة سنوات كما يجري مع الإرهابيين العرب الذين ليست هناك أدلة كافية لإصدار حكم بسجنهم، لكان من الممكن منعهم من تنفيذ مآربهم. ولو عوقب الحاخامون الذين يمنحون فتوى شرعية لمن تتوقد في صدورهم الحماسة الجهادية اليهودية لكان عدد الإرهابيين اليهود أقل. ولو تضمن الجهاز التعليمي في مناهجه الأساسية ثقافة التسامح وفرض على المدارس الدينية بمختلف أنواعها تضمين هذا الموضوع في برامج التعليم كشرط للحصول على المخصصات الحكومية، لكان في الإمكان التخفيف مع مرور الوقت من الحماسة الجهادية اليهودية. كما أنه يمكن تغيير الأحكام المتعلقة بالأدلة وإصدار قوانين طوارئ لأن الجهاد اليهودي هو تماماً مثل جهاد داعش، فكرة خلاصية تنتشر مثل النار في الهشيم.

•مقتل الطفل الفلسطيني والحروق الخطرة جداً التي أصابت أفراد عائلته، من المحتمل أن تشعل حريقاً كبيراً في المناطق قد يمتد إلى ما وراء الحدود، لهذا اتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات استنفار وتأهب قصوى هدفها إغراق المناطق بالجنود والشرطة كي يكون من الممكن مواجهة أعمال الشغب الجماهيرية بنجاح ومن دون إطلاق النار مباشرة وقتل فلسطينيين.

•إن كل قتيل فلسطيني هو بمثابة صب للزيت على النار المشتعلة تحت الأرض. لذا ينبغي فعل كل شيء من أجل منع وقوع خسائر في الأرواح. رمضان أصبح وراءنا، ولكن الخطباء يوم الجمعة في المسجد الأقصى وفي أماكن أخرى في الأراضي الفلسطينية قد يجرفون الشارع الفلسطيني الى نقطة غليان. وتدرك السلطة الفلسطينية هذا الوضع ومن هنا يوجد تعاون فاعل جداً اليوم بين قوات الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. إنما يجب الإسراع في الحديث مع أئمة المساجد وتحذيرهم، وعلى السلطة الفلسطينية القيام بذلك والجيش والشاباك أيضاً.

•بهذه الطريقة يمكننا إطفاء النار. وعلى الأمد البعيد يتعين على السياسيين الإسرائيليين من جميع الاتجاهات الوقوف ضد التيارات الخلاصية التي تنادي بالعنف بجميع أنواعها، القومية منها والهلاخية [نسبة إلى الشريعة اليهودية الهالاخاه]. ويجب أن نفهم أن من يحرق كنيسة الخبز والسمك في طبريا هو أيضاً من يحرق طفلاً فلسطينياً ويطعن  أشخاصاً في مسيرة للمثليين. 

 

•إن هؤلاء يستغلون تهاون الحكومة في تطبيق القانون في إسرائيل، ويجب على الحكومة والمجلس الوزاري المصغر أن يجتمعا ويتخذا كل الخطوات الجدية والفاعلة من أجل كبح الجهاد اليهودي.