من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•المواجهة من أجل عمارتين مهجورتين في مستوطنة بيت إيل عرفت أغلبية الجمهور الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع أنهما لعائلة دراينوف، ولّدت الأزمة السياسية الأولى التي تواجهها حكومة نتنياهو الرابعة. وفي الحقيقة، فإن سلوك وزراء من حزب البيت اليهودي وبعض وزراء الليكود من الذين شجعوا علناً أعمال الشغب ودعوا إلى تحدي الأجهزة الأمنية يجب ألا يفاجئ أحداً. وتبدو هذه الحكومة أكثر فأكثر حكومة إشعال حرائق، إذ أن أعضاء بارزين فيها يستخفون بصلاحية المحكمة العليا، ويزدرون علناً زميلاً لهم هو وزير الدفاع، ولا يصدمهم رشق الحجارة والكراسي على الشرطة إذا برزت هناك حاجة ملحة من أجل توضيح ميزان القوى الحقيقي بين المستوطنين والسلطة.
•ليس لدى الوزير نفتالي بينت والمستوطنين خيار سياسي حقيقي غير الحكومة بصيغتها الحالية، وعلى الرغم من ذلك، فهم يبدون حريصين بصورة غريبة على التباهي بأسلوب التدمير الذاتي في بداية ولاية هذه الحكومة، وهذا ما أسقط حكومة بنيامين نتنياهو الأولى في كانون الأول/ديسمبر 1998. في النشرات الإخبارية التلفزيونية أول من أمس برزت المقارنة مع الانفصال [عن قطاع غزة] بمناسبة الذكرى العاشرة لإخلاء غوش كطيف وذكريات هدم المنازل في عمونة القريبة من بيت إيل. لكن قصة منزلي دراينوف تختلف كلياً. ففي غوش كطيف كان هناك حزن حقيقي شعر به أشخاص اقتلعوا من منازلهم بأمر من الدولة. وفي عمونة، قبل أقل من نصف سنة، نشأ غضب وإحباط حقيقيان بعد إنجاز إخلاء المنطقة.
•أما في بيت إيل فقد تضافرت اعتبارات أخرى: دوافع اقتصادية لمقاول، الرغبة في فعل شيء ما من جانب تلامذة يشيفا الذين كانوا في عطلة، وخوف ناشطين حزبيين من أنه على الرغم من وجود ممثلين عنهم في الحكومة، فإن البناء في المستوطنات على وشك أن يتعرض لتجميد جزئي، بينما تقوم المنظمات اليسارية بتقديم طلبات التماس ضد مئات المنازل التي شُيدت على أراض فلسطينية خاصة.
•وعلى الرغم من مرور عشر سنوات [على خطة الانسحاب الأحادي وإخلاء المستوطنات في قطاع غزة]، فقد أوضحت مواجهات هذا الأسبوع حقيقة أخرى هي أن قيادة مجلس يهودا والسامرة لم تتعاف بعد من الفشل الذي منيت به آنذاك. فليس هناك سياسيون أو حتى زعماء روحانيون أو حاخامون يسيطرون على الأحداث. ففي بيت إيل الحشود هي التي كانت مسيطرة، ولحسن الحظ (وبالمعالجة الحكيمة للشرطة والجيش) لم تنزلق الأمور هذه المرة إلى أعمال عنف شديدة.
•إن الكلام الذي كان يذاع عبر مكبرات الصوت من الأبنية المتاخمة بدا أجوف، ومثيراً للشفقة تقريباً على خلفية نزاع هامشي على الأرض. الدوافع الحقيقية للمواجهة مختلفة، وهي تتعلق بفهم الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف لواقع تعتمد فيه الحكومة على دعم أقلية ضئيلة لا تتجاوز 61 عضو كنيست. وفي رأي هؤلاء أنه إذا كان رئيس الحكومة حساساً للضغط فيجب استغلال ذلك في أقرب وقت ممكن. ووجد بينت نفسه، وهو الذي كان طوال المعركة الانتخابية يحلم بمنصب وزارة الدفاع، مجروراً نحو اليمين وراء سموتريتس وأوري أريئيل. أما الوزير أريئيل الذي استغل قبل عشرة أعوام خلال إخلاء سانور حصانته النيابية كي يغلق بالقوة الطريق أمام حرس الحدود، فقد حرص هذا الأسبوع على زيارة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بعد فترة تهدئة استمرت بضعة أشهر التزم بها بناء على طلب شخصي من رئيس الدولة ورئيس الحكومة. لكن هذا ليس ذنبه، فالهدوء وببساطة يثير عصبيته.
•هذا الأسبوع تعرض وزير الدفاع موشيه يعلون إلى هجوم من جانب المستوطنين ومؤيديهم في الحكومة والكنيست لأنه صادق على السيطرة ليلاً على هيكلي العمارتين أثناء وجود مئات المتظاهرين ورافضي الإخلاء داخلهما. وفي الواقع كانت هذه فكرة قائد المنطقة الوسطى روني نومه ورئيس الأركان غادي إيزنكوت، اللذين خدما في الضفة الغربية وتحديداً في قاعدة بيت إيل (كان إيزنكوت قائداً لفرقة يهودا والسامرة في حين كان نومه قائداً للواء بنيامين). من هنا، فإن رئيس الأركان وقائد منطقة الوسط كانا يدركان جيداً التطورات المتوقعة.
•لكن يعلون الذي يتطلع إلى وراثة نتنياهو في رئاسة الليكود والحكومة، ويعتمد من أجل ذلك أيضاً على علاقاته مع المستوطنين (وعلى الميزات التي يستطيع أن يقدمها لهم بوصفه وزيراً للدفاع)، خاب أمله مرة أخرى، فهو مستعد لأن يفعل الكثير للمستوطنين لكنه ليس مستعداً للاصطدام مباشرة مع المحكمة العليا. والأحداث في بيت إيل برهنت على أنهم في مجلس يهودا والسامرة لن يكتفوا بذلك.
•بصورة عامة فإن شهر تموز/يوليو ليس شهراً جيداً بالنسبة إلى يعلون، فقبل أن يحاصره بينت من اليمين في قضية هدم العمارتين، حاصره من اليسار على خلفية تقرير لجنة لوكير وميزانية الأمن. ونتنياهو الذي امتنع عن التدخل بينهما، أعرب هذا الأسبوع عن تقدير عام لرئيس اللجنة الجنرال (في الاحتياط) يوحنان لوكير.