تغيير حزب العمل موقفه من تقسيم القدس يقرّبه من الإجماع الوطني
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

•تشير الصيغة السياسية التي طرحت أمس بوجود يتسحاق هيرتسوغ إلى تحول حقيقي في موقف حزب العمل في ما يتعلق بالاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين. صحيح أن حيليك بار وجّه انتقادات إلى اليمين، لكن [الخطة] أوضحت حقيقتين أساسيتين: الأولى أن حزب العمل في محاولته التحرر من العقبة ما بعد الصهيونية، يعود إلى تأكيد أن القدس لن تقسّم أبداً؛ والتجديد الأساسي هو تبني مطلب عدم طرد أي يهودي يهودياً آخر من منزله، إذا كان يسكنه بإذن قانوني وموافقة من قبل الدولة.

•لقد برز هذا المطلب بعد اقتلاع [سكان] غوش كطيف [من قطاع غزة سنة 2005]، يومها امتنعت أغلبية السياسيين (بمن فيهم أعضاء من الليكود أيضاً) عن تبنيه، لكن يلمس اليوم تغير جوهري. فكما تستطيع أم الفحم العيش بكرامة ومساواة وضمن شروط حكم ذاتي ثقافي داخل الخط الأخضر، يمكن أن يسمح أيضاً للمستوطنين بالبقاء في مناطق خاضعة للسيادة الفلسطينية  في شروط مشابهة ولا مجال لاقتلاعهم. وستعوض إسرائيل عن الأراضي لكنها لن تُطرد. وهذا هو جوهر إطار أي اتفاق.

•من الطبيعي أن تظهر تفسيرات متناقضة للدوافع التي جعلت حزب العمل يجدد صورته. في الإمكان القول إن ما يجري صحوة آنية، أو اندفاعه انتهازية من أجل الحصول على التأييد قبل الانتخابات، ومن المحتمل أن يكون المقصود مجموعة من الاعتبارات المختلفة الأهمية.

•لقد جاءت ردود الفعل على الخطة الجديدة مشوقة وطريفة: فينون ميغن (من حزب البيت اليهودي) وحركة السلام الآن أيدا هذا التجديد، أما تسيبي حوتوفلي [من حزب الليكود] وحركة "إذا أردتم" فقد تحفظا منها. من المنطقي أن يسخر الليكوديون من نظرائهم في حزب العمل الذين توصلوا إلى هذا الاستنتاج في وقت متأخر جداً، لكن من الأفضل أن يثنوا على ذلك، وهذا هو المهم. 

•لا يعني هذا أنه يجب القبول بالصيغة الجديدة كاملة فليست جميع بنودها عملية، وسيبدو  الرد الإسرائيلي على مبادرة السلام العربية العائدة إلى سنة 2002 قديماً. لكن الشيء الجوهري هو وجود تقارب بين التيار المركزي المعتدل في الليكود الذي يؤيد لفظياً حل الدولتين لشعبين، ونواة حزب العمل التي لم تعد تنظر إلى المستوطنات بوصفها عائقاً في وجه السلام بل عنصراً يجب دمجه في أي اتفاق. 

•لقد جاء اعلان هذه الصيغة الجديدة في الوقت الذي أعلنت فيه حركة "مستقبل أزرق - أبيض" بالاستناد إلى أبحاث نفسية قامت بها، أن جمهور المستوطنين أكثر اعتدالاً مما كان متوقعاً، وهو يعتبر أن "الولاء لإسرائيل مبدأ سام، ولذلك فإنه قد يوافقون ضمن شروط معينة على الانسحاب".

•إن الخلاصة التي تبرز من التغيير الذي أعلنه أمس حزب العمل من دون معارضة اليسار فيه، هي أنه إذا سنحت الفرصة مستقبلاً، فإن إمكانية انضمام المعسكر الصهيوني إلى الحكومة ستكون أسهل.