تعويض بناء للمستوطنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•حكومة إسرائيل، التي تخوض حالياً صراعاً دولياً هدفه إحباط الاتفاق النووي مع إيران، وتواجه تهديد فرض حظر رسمي وغير رسمي من جانب شركات ودول أوروبية على اقتصادها، قررت أن الخطوة الأكثر ملاءمة للدفاع عن موقفها هو السماح ببناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات.

•وبالاستناد إلى هذا القرار وافق مجلس التخطيط في الإدارة المدنية أمس على خطة لبناء 886 وحدة سكنية في الضفة. ومن المنتظر أيضاً أن يصادق على شرعنة 179 وحدة سكنية شيدت من دون ترخيص قبل 20 عاماً، وتطبيق اتفاق الخنوع الموقع مع المستوطنين سنة 2012، والموافقة أيضاً على بناء مسكنين في بيت إيل مكان اللذين أمرت المحكمة العليا بهدمهما، وإقرار خطط لبناء وحدات سكنية في معاليه أدوميم وغفعات زئيف وبسغوت وبيت أريه.

•ووفقاً للتقرير الذي كتبه حاييم ليفنسون (في "هآرتس" أول من أمس)، فإن الموافقة على هذه الرزمة من البناء هدفها إرضاء المستوطنين المحتجين على قرارات المحكمة العليا، والرد على ادعاءات المستوطنين بأن الحكومة أوقفت البناء في المناطق.

•مما لا شك فيه أن قرار الموافقة على خطط البناء هو الدليل الألف على أن الحكومة لم توقف البناء في المناطق فحسب، بل إنها تبذل كل ما في استطاعتها من أجل إزالة كل شك عنها بأنها تعمل بعكس مطالب المستوطنين.

•وليس جديداً القول إن حكومة إسرائيل حولت دولة إسرائيل إلى فرع لدولة المستوطنين. وثمة شك في وجود مجموعات مواطنين في إسرائيل قادرة على المطالبة بأي تعويض بهذا السخاء على بناء غير قانوني. ومن الصعب أن نتذكر حادثة جهدت فيها الحكومة للمناورة ضد المحكمة العليا بهذه الطريقة المخاتلة من أجل تفريغ قرارات هذه المحكمة من محتواها إرضاء لمواطنين إسرائيليين يسكنون داخل الخط الأخضر.

•لكن من أجل إرضاء اليمين المتطرف، فإن هذه الحكومة مستعدة ليس فقط لسحق ميزانية الدولة، بل وأيضاً أعلى هيئة قضائية تحاول حتى الآن المحافظة على العقلانية القانونية للدولة.

•إن الموافقة على خطط البناء لا يمكن أن تكون جزءاً من حوار خاص بين الحكومة والمستوطنين، وبين اليمين واليمين المتطرف، كما لا يجب أن تستخدم كساحة للمنافسة بين الوزراء، لأن البناء في المستوطنات يشكل خطراً على مستقبل دولة إسرائيل وعلى علاقاتها مع دول العالم، وعلى صورتها في نظر مواطنيها.

 

•إن هذه الحكومة التي أنشأت دولتين لليهود، أولاهما داخل الخط الأخضر والثانية خارجه، قد تحكم بذلك تشبثها بالمستوطنات، لكنها تفقد شرعيتها.