سواء وقع الاتفاق بين إيران والدول الكبرى الست أو لا فالنتيجة خطرة بالنسبة لإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•صحيح أن الموعد [الأول] الذي حدّد للتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والدول الست الكبرى [مجموعة الدول 5+1] حول البرنامج النووي الإيراني مرّ من دون أن يتحقق اتفاق كهذا، لكن الحماسة الكبيرة التي تبديها الولايات المتحدة تجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق في غضون الفترة القريبة المقبلة عالية.

•وليس من المبالغة القول إنه سواء وقع الاتفاق بين إيران والدول الكبرى الست أو لا فالنتيجة خطرة بالنسبة لإسرائيل. فإذا وقع الاتفاق قد يؤدي ذلك إلى تجميد البرنامج النووي الإيراني، لكن المليارات الكثيرة التي ستضخ إلى إيران عقب رفع العقوبات المفروضة عليها ستزيد من تعاظم قوتها الاستراتيجية ودعمها للإرهاب والمؤامرات، وإذا لم يتم توقيع الاتفاق ستسرّع طهران وتيرة سعيها لامتلاك سلاح نووي ولفرض هيمنتها الإقليمية. 

•وفي الحالين إسرائيل ملزمة بأن تتخذ أربعة إجراءات كل واحد منها يجسد واجباً ضرورياً.

•الواجب الأول، بناء رد عسكري ملائم، دفاعاً وهجوماً. ويتعين على الرد الدفاعي أن يكثف حماية الجبهة الإسرائيلية الداخلية من عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجهة إليها الآن. إن منظومة الدفاع الحالية ليست كافية كماً ونوعاً لحماية هذه الجبهة من منظومة صواريخ حزب الله في لبنان. أما الرد الهجومي فيفترض أن يمنح إسرائيل إمكان العمل بنفسها ضد مشروع السلاح النووي الإيراني، فقد ينشأ وضع يكون فيه هذا الخيار هو الأخير الذي في يدنا، ولا يجوز أن تظل إسرائيل عاجزة ومتعلقة برحمة الآخرين في مثل هذه الظروف الصعبة. ثمة عنصر آخر في الرد العسكري يتمثل بتعزيز القدرات الاستخباراتية اللازمة لمتابعة أي تقدم إيراني في مجال تطوير السلاح النووي.

•الواجب الثاني، تغيير مكانة إسرائيل الدولية. فإنه حتى في ظل انعدام احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، فإن المواجهة مع وكلائها – ولا سيما حزب الله و"حماس" – تظل حتمية في مدى السنوات القريبة المقبلة.

•وبات معروفاً أن نتائج مثل هذه المواجهات في لبنان وفي غزة يقررها إلى حد كبير توقيت وقفها، والأسرة الدولية من خلال مجلس الأمن هي التي تقرر مدى العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وهل يتمكن من تحقيق أهدافه أم لا.

•لا يمكن لإسرائيل أن تقاتل أعداءها كما ينبغي عندما يكون عبء الاحتلال [في المناطق الفلسطينية] جاثماً على ظهرها. وبقدر ما تستمر السياسة التي تهدف إسرائيل من ورائها إلى منع إقامة دولة فلسطينية، تزداد عزلتها السياسية وتقل حرية عملها العسكري. بناء على ذلك يستلزم الواجب الثاني أيضاً الشروع في أقرب وقت ممكن في مفاوضات سياسية [مع الفلسطينيين] تكون غايتها إنهاء النزاع وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على خُمس مساحة "أرض إسرائيل".

•إن تنفيذ هذين الواجبين سيسمح بتحقيق الواجب الثالث، وهو إقامة تحالف إقليمي بين الدول العربية وإسرائيل. والمقصود مصر والأردن والسعودية ومعظم دول الخليج. إن غاية هذا التحالف الإقليمي كبح نظام آيات الله وإحباط نياته وتسريع عملية إسقاطه من الداخل. ولا شك في أن إسرائيل بصفتها قوة إقليمية عظمى لم تعد تمنع إقامة دولة فلسطينية ستكون عضواً مرغوباً فيه ومهماً في هذا التحالف.

الواجب الرابع هو ترميم منظومة العلاقات الخاصة بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية في واشنطن.

•ثمة صلة وثيقة بين الواجبات الأربعة، كما أن تنفيذ كل واحد منها يعزز الثلاثة الأخرى. لكن المفتاح الأساسي لنجاح مواجهة إسرائيل لإيران في ظل الواقع الجديد يكمن بالذات في الواجب الثاني الذي لا يزال موضع خلاف داخلي شديد لدينا. 

•إن إقامة التحالف الإقليمي وترميم العلاقات مع الولايات المتحدة مرهونان بتغيير مكانة إسرائيل الدولية، وهذا منوط بتغيير السياسة الإسرائيلية إزاء المسألة الأساسية: دولتان في "أرض إسرائيل" أو دولة واحدة.

 

إن الوقوف في وجه إيران يستلزم اتخاذ قرار حاسم نجح جميع الزعماء في التملص منه على مدى نحو عقدين.