القدرة القتالية لـ"داعش" في سيناء تحدّ جديد للجيش الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•إن الهدف من الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم "داعش" في سيناء هو زعزعة الحكم المصري العلماني للرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر. لكن يبدو من التقارير الأولية وغير الواضحة الآتية من سيناء، أنه ليس السيسي وحده من يجب أن يقلق، بل إسرائيل أيضاً.

•فعلى المدى القصير يجب أن نستعد لاحتمال أن يتطور الهجوم على 15 موقعاً ومركزاً لقوات الأمن المصرية في شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود المصريين، إلى هجوم في اتجاه الحدود الإسرائيلية. ففي السنوات الأخيرة قام رجال الجهاد العالمي في سيناء بمهاجمة مواقع للجيش المصري والقوات الدولية في شمال سيناء وسيطروا على آلياتهم المدرعة واقتحموا بواسطتها السياج الحدودي وتسللوا إلى أراضي إسرائيل، وقامت قوات مدرعة بمساعدة سلاح الجو بكبح تقدمهم. لهذا السبب، فإن الأخبار التي تحدثت عن سيطرة "داعش" هذا الصباح على آليات مدرعة تتطلب استعداداً ويقظة خاصة، فقد يوجه الجهاديون هذه الآليات نحو معابر الحدود مع إسرائيل والسياج الحدودي ويخترقونها بواسطة الدبابات والمدرعات الثقيلة.

•إن هذا هو السبب الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلى إغلاق المعابر وإصدار تحذير إلى البلدات على طول الحدود مع مصر ولا سيما في الجزء الشمالي الغربي، يطلب منها اظهار اليقظة، كما كثف الجيش الإسرائيلي من وجوده المدرع على الأرض وتقوم طائرات من دون طيار بمتابعة ما يجري بالقرب من الحدود. ويمكن افتراض أن الجيش قد وضع على أهبة الاستعداد طوافات وطائرات حربية، لن تتردد إسرائيل في استخدامها إذا رأت أن هناك محاولة تسلل نحو أراضينا.

•كما أنه من المحتمل أن تتطور المعارك الدائرة الآن بين الجيش المصري وأتباع "داعش" إلى اطلاق للصواريخ والقذائف المدفعية نحو أراضينا، وهذا ما تستعد القيادة الجنوبية لمواجهته. في هذه الأثناء يبدو أن رجال "داعش" مشغولون بالمعارك مع الجيش المصري الذي يهاجمهم من الجو والبر، لكن حالة التأهب في الجانب الإسرائيلي ستستمر عدة أيام أخرى لأن تجربة الماضي تدل على أن "داعش" سيحاول القيام باستفزازات على الحدود مع إسرائيل على أمل التسبب باحتكاك بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري وتوتير العلاقات بين مصر وإسرائيل. 

•صحيح أن العلاقات اليوم بين الجيشين الإسرائيلي والمصري جيدة ويوجد تعاون بينهما، لكن في الماضي وقعت حوادث أثارت استياء المصريين بسبب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على جهات تنتمي إلى الجهاد العالمي تنشط في سيناء، هاجمت أو حاولت مهاجمة بلدات إسرائيلية ودوريات للجيش بالقرب من السياج الحدودي مع مصر.

•مع ذلك، فإن أكثر ما يثير القلق هو القدرات القتالية المثيرة للخشية التي راكمها تنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لـ"داعش" منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2014 والذي اصبح اسمه الرسمي" الخلافة الإسلامية في ولاية سيناء". 

•إن الهجمات الاستراتيجية المعقدة من الناحية العسكرية التي شنّها التنظيم في كانون الثاني/ يناير من هذه السنة واليوم في شمال سيناء، تدل على أن هذا التنظيم لم يعد مجرد عصابات تقوم بإطلاق الصواريخ قصيرة المدى بصورة عشوائية وغير دقيقة، أو تعد كميناً على الحدود المصرية - الإسرائيلية لباص ينقل مدنيين أو دورية من قواتنا. فما نراه اليوم هو تنظيم شبه عسكري يستخدم أسلوباً مختلطاَ هو مزيج من إرهاب وقتال عسكري نظامي مخطط ومنسق في أدق تفاصيله. ومثل مقاتلي "داعش" في شتى أنحاء الشرق الأوسط، فإن أتباع "الخلافة في ولاية سيناء" مجهزين جيداً بالسلاح ومزودين بأسلحة متطورة. وما يثير القلق أنهم يستطيعون تحديد عدد كبير من الأهداف الاستراتيجية وجمع المعلومات الاستخباراتية عنها (تمهيداً العملية) ومهاجمتها في وقت واحد وبالتزامن وبصورة دقيقة.

•يطبق "داعش" في سيناء بنجاح منقطع النظير مبدأ الحرب الكلاسيكية: فهو يهاجم في وقت واحد جميع الأهداف الـ15 التي حددها من أجل إحداث مفاجأة. ولو لم يحدث الهجوم بصورة منسقة وفي وقت واحد، لكانت القوات المصرية دخلت في حالة تأهب في الأماكن التي لم تهاجم بعد.

•كما نجح عناصر "داعش" في عزل المنطقة المستهدفة من خلال كمائن نصبوها على الطرق المؤدية إلى الأهداف التي هوجمت، وبذلك منعوا وصول الامدادت واستطاع الجهاديون الدخول بسهولة إلى مركز الشرطة في الشيخ زويد واحتجاز عناصره رهائن.

•في ظل هذه الوقائع، يتعين الأخذ في الحسبان احتمال أن تتحول هذه القدرة العسكرية [لداعش] ضدنا، سواء في حال تخفيف الجيش المصري الضغط الذي يمارسه على الارهابيين في سيناء، أو بسبب شعور الإرهابيين بالثقة بأنفسهم وبأن الوقت حان لفتح جبهة ضد إسرائيل. وهذا يمكن أن يحدث بأسرع مما كان يظن. كما يجب الاعتراف بأن السياج الحدودي لا يمكنه أن يكبح بفاعلية "جيشاً" متمرساً مدرّباً وخبيراً في استخدام وسائل قتالية معقدة. لقد أصبح "داعش" بالقرب من حدودنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2163