تقييم في إسرائيل: برغم الهزائم التي مُني بها الأسد روسيا وإيران مصممتان على إنقاذ نظامه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

[يعتقدون في إسرائيل أن الدولتين ستواصلان مساعدة النظام في سورية استخباراتياً وبالأسلحة من أجل استقرار وضعه. ويخشون في طهران من أن يفضي تدخل مباشر لجنودها إلى إفشال الاتفاق النووي مع القوى الكبرى]

•إن الدولتين اللتين تساعدان نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إيران وروسيا، ستواصلان العمل من أجل ضمان بقائه، وذلك بحسب تقييم متبلور في المؤسسة الأمنية - العسكرية الإسرائيلية. وعلى الرغم من سلسلة من الإخفاقات العسكرية القاسية التي مني بها جيش سورية في معارك الأشهر الأخيرة، يعتقدون في إسرائيل أن إيران وروسيا ستواصلان مساعدة نظام الأسد في مجال الاستشارات، والاستخبارات والأسلحة. والغاية من ذلك استقرار وضعه ومنع تقدم الجبهات الجديدة التي تجمع بين تنظيمات الجماعات المتمردة السنية نحو المناطق التي بقيت تحت سيطرة النظام.

•منيت قوات الأسد في الأشهر الأخيرة بهزائم شديدة في منطقة "إدلب" في شمال سورية، وفي منطقة "تدمر" في جنوب شرق البلاد، وكذلك شمالي بلدة "درعا" في جنوب سورية. واضطر الجيش السوري إلى إخلاء قواته من بعض هذه المناطق مثل جبل الدروز المحاذي للحدود الأردنية، وإلى نقلها باتجاه مدينة دمشق وجيب العلويين في شمال غرب البلاد.

•ومع ذلك، يبدو أن إيران وروسيا – اللتين تساعدان الأسد كل على حدة - عازمتان على ضمان بقاء النظام. وانطلاقاً من هنا، يعيد جيش الأسد تموضعه من جديد، ومن ضمن جملة أمور، عبر إقامة خط تمركز جديد شرقي مدينة دمشق من أجل وقف تقدم الجماعات المتمردة. ويعمل النظام على تقصير خطوط دفاعه ويركّز على المحافظة على المناطق الحيوية من وجهة نظره. وتبعاً لذلك، يتموضع للدفاع عن منطقة العاصمة [دمشق] وعن منطقة العلويين، لدرء هجمات إضافية للمتمردين. وفي مطلع هذا الشهر، نقلت تعزيزات إلى شمال منطقة العلويين، خشية أن تنجح جبهة المتمردين في الشمال، التي توحد جماعات المتمردين السنية، في تحقيق انتصارات عسكرية على مشارف تلك المنطقة.

•إيران تحتاج إلى الأسد كجزء من مشروع الهيمنة الإقليمية الذي تخوضه في مواجهة الدول السنية المعتدلة نسبياً، وعلى رأسها العربية السعودية ومصر. أما بالنسبة لروسيا، فيهمها قبل كل شيء الحفاظ على ميناء "طرطوس"، الذي يقع في قلب المنطقة العلوية، والذي يخدم وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط.

•على مدى أكثر من أربعة أعوام من الحرب الأهلية، تلقى نظام الأسد كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من إيران وروسيا. ويجوز الافتراض أن هذا الاتجاه العام سيتواصل في الأشهر القادمة. ومع ذلك، فإن إيران غير مستعدة لزج وحدات الحرس الثوري في القتال، وتكتفي بدور تقديم المشورة والتوجيه من وراء الكواليس، على الرغم من مطالبة الرئيس الأسد بزيادة تدخلها. ويبدو أن هناك تخوفاً في طهران من أن يؤدي تدخل مباشر وصريح لجنود إيرانيين إلى تخريب المحادثات مع القوى الكبرى بشأن الاتفاق النووي. وبحسب ما أوضحه أخيراً مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية - العسكرية الإسرائيلية، فإن الإيرانيين "مستعدون للقتال حتى آخر نقطة دم من متطوعي حزب الله في سورية"، لكنهم غير مستعدين للتضحية برجالهم في هذه الحرب. 

•يشعر الأسد بالقلق إزاء تحسن القدرة العملياتية للمعارضة المسلحة السنية، الناتج بنوع خاص عن شحنات الأسلحة المعززة بمبادرة من العربية السعودية وقطر وتركيا، وتشمل صواريخ مضادة للدبابات من طراز "تاو" التي تسمح للمتمردين بإصابة دبابات الجيش السوري ومراكزه في مدن مختلفة، إصابة قاتلة ودقيقة نسبياً. ولوحظ في الأشهر الأخيرة تراجع حاد في القدرة العملياتية والروح المعنوية لوحدات الجيش النظامي، المستنزفة من القتال المتواصل. ومن المتوقع أن يسعى النظام لأن يعيد تنظيم وحداته القتالية التي فقد الكثير منها عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والأسرى في المعارك القاسية في مختلف أنحاء البلاد. 

•في الأيام الأخيرة، لم يطرأ أي تغيير على وضع قرية "الحضر" الدرزية في هضبة الجولان السورية، التي طوقتها تنظيمات المتمردين السنية الأسبوع الماضي. وفي اللقاءات التي جمعت مسؤولين إسرائيليين كباراً من الحكومة والجيش الإسرائيلي بقادة الطائفة الدرزية في إسرائيل، قطعت لهم وعود بأن الجيش الإسرائيلي استعد لتقديم المساعدة إلى سكان القرية إذا قضت الضرورة، في حال تدفق لاجئين إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، وبأنه [الجيش]، في الوقت نفسه، بعث برسائل شديدة اللهجة إلى جماعات المتمردين محذراً إياها من دخول القرية.