برغم طلب الدروز في إسرائيل مساعدة إخوانهم في سورية فإن إسرائيل لن تتدخل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية للتدخل دفاعاً عن مئات الآلاف من أبناء الطائفة الدرزية في سورية الذين يواجهون اليوم هجوماً كبيراً من قوات المتمردين السنة في جنوب البلاد. هذا هو التفاهم الذي جرت بلورته في الأسابيع الأخيرة في القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل على الرغم من التخوف الكبير على مصير أبناء الطائفة ولا سيما في منطقة "جبل الدروز" القريبة من حدود الأردن. ويدرك المسؤولون على المستوى السياسي أن استخدام القوة العسكرية يعني تدخلاً مباشراً في الحرب الأهلية، وهي خطوة حرصت إسرائيل على الامتناع عنها طوال أكثر من أربع سنوات من الحرب.

•أدت سلسلة الهزائم التي مُني بها نظام الأسد في الأشهر الأخيرة إلى انسحاب تدريجي لقوات الجيش السوري وقوات حزب الله من مناطق يعتقد النظام أنها أقل أهمية من أجل مواجهة الضغط العسكري الكبير الذي يمارسه المتمردون على عدة جبهات. ويضع تقدم المتمردين الدروز في خطر ويعرضهم لهجمات من جانب "داعش" وجبهة النصرة وهما أكثر التنظيمات تطرفاً. وتدعو التنظيمات السنية المتطرفة إلى المس بالدروز على خلفية دينية، كما أنهم يعتبرونهم أعداء لهم بسبب العلاقات الجيدة التي حافظت عليها الطائفة طوال سنين مع نظام الأسد.

•يتعرض الدروز إلى خطر في ثلاث جبهات: ففي جنوب سورية، حققت جبهة المتمردين الجديدة، "جبهة الجنوب" التي تجمع بين النصرة وتنظيمات سنية أخرى، نجاحاً مهماً في الأيام الأخيرة من خلال سيطرتها على قاعدة كبيرة تابعة للواء 52 في الجيش السوري، وقريبة من الطريق الرئيسي المتوجه من درعا إلى دمشق.

•والآن يتقدم المتمردون شرقاً في اتجاه جبل الدروز، وهم احتلوا بالأمس مطار تعلا في المنطقة، ويتقدم عناصر "داعش" في اتجاه جبل الدروز. ولم يستجب الرئيس بشار الأسد إلى نداءات طلب المساعدة الصادرة عن زعماء الدروز في سورية ولبنان، لأنه يفضل توظيف قواته في الدفاع عن دمشق وعن المنطقة التي يعيش فيها أبناء الطائفة العلوية شمال - غرب سورية.

•وهذا الأسبوع تحدث تقرير عن قتل عناصر من جبهة النصرة نحو عشرين درزياً في قرية قلب اللوز القريبة من إدلب شمال سورية. وما يثير القلق أيضاً هو قرية درزية كبيرة هي قرية الخضر الواقعة في هضبة الجولان السورية والقريبة من الحدود مع إسرائيل. فالجيب في الخضر القريب من جبل الشيخ هو المنطقة الأخيرة على طول الحدود التي لم يسيطر عليها المتمردون بعد. وفي مطلع هذا الشهر جرى الحديث عن مقتل سبعة من سكان القرية بنيران المتمردين.

•إن طلب الدروز في سورية المساعدة مسموع جيداً في إسرائيل. وتحول الحرص على حياة أبناء الطائفة إلى موضوع أساسي وسط الدروز الإسرائيليين الذين يخدمون في مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي، سواء كانوا ضباطاً نظاميين أو في الاحتياط. والتقت زعامة الطائفة في إسرائيل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ورئيس الأركان غادي إيزنكوت، للتحذير مما قد تتعرض له الطائفة الدرزية في سورية إذا واصل المتمردون تقدمهم. وحصلت هذا الأسبوع زيارة استثنائية قامت بها شخصيات كبيرة من الطائفة الدرزية في إسرائيل إلى المقاطعة في رام الله، حيث التقوا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) وطلبوا مساعدته. 

•لكن برغم طلبات المساعدة، يبدو أن إسرائيل تعتقد أنها لا تستطيع التدخل في ما يجري في جبل الدروز، فتقديم المساعدة الانسانية إلى سكان الخضر وقت المحنة يبدو معقولاً جداً بسبب قرب القرية من الحدود. أما في ما يتعلق بجبل الدروز، فهناك خوف من أن تقديم أي مساعدة عسكرية سيورط إسرائيل مباشرة في الحرب الأهلية. وتأمل إسرائيل أن ينجح مئات الآلاف من الدروز في المنطقة في تنظيم الدفاع عن أنفسهم، وفي أن يحصلوا على المساعدة وحتى على السلاح من حدود سورية مع الأردن.

•حتى الآن لم يتطرق مسؤولون كبار في إسرائيل بصورة علنية إلى ضائقة الدروز، ويبدو أن حكومة نتنياهو تنتهج الحذر الشديد كي لا تتسبب بأزمة حادة مع زعامة الطائفة الدرزية في إسرائيل.