السلاح الفرنسي المتطور للجيش اللبناني سيصل في النهاية إلى يد حزب الله
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•في هذه الأيام التي نسمع فيها مسؤولين كباراً يكررون تحذيراتهم من عملية التسلح المتسارعة لحزب الله، كان في انتظار حسن نصر الله الأمين العام للحزب مفاجأة لم يكن ينتظرها. ففي الأسبوع الماضي (19 نيسان/أبريل) وصلت شحنة أولى من سلاح فرنسي هو جزء من صفقة سلاح قيمتها 3 مليارات دولار من المفترض أن تمولها السعودية.

•بالطبع هذا السلاح لن يصل مباشرة إلى مخازن حزب الله بل إلى مخازن الجيش اللبناني، وهو يأتي في إطار عملية فرنسية - سعودية من أجل تعزيز الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة في لبنان، على أمل أن يشكّلا في يوم من الأيام قوة موازنة ضد حزب الله ومحاولاته المدعومة من إيران للسيطرة على لبنان. 

•لكن لا تقلقوا فالجيش اللبناني يتعاون منذ عدة سنوات تعاوناً وثيقاً مع حزب الله وينسّق معه. لذا، فالمسألة مسألة وقت قبل أن يصل السلاح الفرنسي أو على الأقل منظومات السلاح المتطورة التي يحتاج اليها الحزب إلى أيدي مقاتليه، بغض النظر عن التعهدات التي حصل عليها الفرنسيون والسعوديون بأن سيناريو كهذا لن يحدث قط.

•تعير إسرائيل اهتماماً كبيراً لعملية تعزيز القوة التي يمر بها حزب الله، والتي  تشبه عملية انقلاب يمر بها الحزب. صحيح أن الحزب غارق حتى أذنيه في الحرب في سورية والعراق وربما في اليمن ويدفع ثمناً باهظاً هناك، وهناك نحو1000  مقاتل من النخبة قُتلوا في المعارك الدائرة في هذه الدول. لكن يجب ألا ننكر أن تدخل الحزب في القتال في سورية والعراق يقوي رجاله ويكسب قياداته خبرة قتالية لم تكن متوفرة لهم في الماضي. وفي الواقع منذ زمن  طويل لم يعد حزب الله ميليشيا غير منضبطة، فهو اليوم تنظيم عسكري منضبط ومدرب.

•وهذه الأمور تظهر في خطابات نصر الله الذي تحدث في آخر خطاب له بوصفه زعيماً إقليمياً وزعيماً للعالم العربي كله وليس زعيماً للشيعة في لبنان فقط. وفي الفترة الأخيرة تخلى نصر الله عن الحذر الذي رافقه منذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] ولم يعد خائفاً من جولة قتال جديدة مع إسرائيل، بل هو يأخذها في حسابه في أعماله وخطواته، ولذا يتعين على إسرائيل ألا تتوقع أن يتصرف زعيم حزب الله بمسوؤلية ويمنع التدهور، بل على العكس يتعين عليها أن تأخذ في اعتبارها أن الحزب سيواصل تحديه لها كما فعل السنة الماضية وسيخرق الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل في الماضي، أي الامتناع عن العمل ضدها انطلاقاً من هضبة الجولان أو من أراضي لبنان نفسه.

•من المستغرب على خلفية هذا كله أنه ما يزال هناك من يعتقد، مثل فرنسا، أن تزويد الجيش اللبناني بالسلاح هو السبيل لإضعاف الحزب. يمكن افتراض أن الإرهاب السني الراديكالي في نظر فرنسا هو التهديد الأكبر الذي تواجهه، وبذلك تحولت إيران وحزب الله فجأة بالنسبة إلى الغرب جزءاً من الحل لمشكلات المنطقة لا جزءاً من المشكلة. إلى جانب ذلك، تبدو فرنسا كأنها لم تتحرر من أحلامها الماضية تجاه لبنان، ولم تدرك بعد أن لبنان لم يعد دولة تحت سيطرة المسيحيين ترغب في أن تكون جسراً بين أوروبا والشرق.

•ومن المستغرب أيضاً استعداد السعودية للمشاركة في هذا الاحتفال، ففي النهاية لا يوجد لدى السعوديين أوهام بشأن طبيعة تنظيم حزب الله. وهي اليوم تخوض حرباً في اليمن بهدف واضح هو منع إقامة "حزب الله يمني" على أيدي الإيرانيين يمكن أن يسبب للسعوديين في اليمن ما تسبب به حزب الله [في لبنان] لإسرائيل. لكن في ما يخص لبنان، لا تزال السعودية تعتمد على الجمهور اللبناني غير الشيعي الواسع، على الرغم من أن كثيرين منه، وعلى رأسهم المسيحيون، الأصدقاء السابقون لإسرائيل في لبنان، باعوا أرواحهم منذ سنوات الى حزب الله.

 

•ليس التحدي اللبناني جديداً بالنسبة لإسرائيل، فهو مثل مسألة قطاع غزة، سوف يرافقنا سنوات طوال. لكن ليس هناك من شك في أننا نقترب من منعطف في المواجهة في ضوء التطورات في المنطقة وفي لبنان وداخل حزب الله.